حينما يصبح الإخراج لغة عالمية للحوار بين الحضارات
خريج جامعة الشارقة ينقل تجربة إعلامية إماراتية إلى أمريكا
الإخراج.. حينما يصبح لغة عالمية للحوار بين الحضارات
أصبحت الصورة، في بلاغتها، ورموزها، لغة عالمية يفهمها الجميع. ومع تطور صناعة الإعلام والسينما، بات الإخراج نافذة تنقل الفكر، وتجسّد الهويات، وتبني جسوراً بين الشرق والغرب، متجاوزوة حدود اللغة، الثقافة والجغرافيا.
الكاميرا.. عين ترى العالم من زوايا مختلفة
في قلب هذه الثورة البصرية، يبرز دور المخرج بوصفه الراوي البصري الذي يعيد تشكيل الواقع، ويعرضه للجمهور برؤيةٍ خاصة. فالإخراج لم يعد مجرد أداة لنقل الأحداث، بل أصبح فناً يعكس روح الثقافات ويصوغ الرسائل التي قد تعجز الكلمات عن إيصالها. إنها لغة قادرة على كشف ملامح الشعوب، وأحلامهم، وقصصهم التي ربما لم تُروَ بعد.
منقذ الدباغ.. حين يصبح الإخراج رسالة ثقافية
بإخراج البرامج الثقافية، التراثية الإماراتية، التي حملت رسائل زايد المحبة والسلام في وصايا زايد وجولاته على قناة الظفرة، برنامج حديث الذكريات على تلفزيون الشارقة، التحدي على قناة الشرقية من كلباء، وبرنامج أزمة في العزبة على تلفزيون سما دبي، وغيرها، استطاع منقذ الدباغ، أن يجعل من الكاميرا أداته الأهم في رسم صورة ثقافية متكاملة تعبر الحدود، حيث أبدع في برامج ومسابقات تلفزيونية ترسّخ التراث العربي برؤية معاصرة، وصولاً إلى أمريكا، حيث قدم مواد مرئية تخدم الجالية العربية والإماراتية خصوصاً، عبر مشروع مرئيّ حول حياة المبتعثين الإماراتيين في المهجر، حيث نقل تجربته إلى بيئةٍ إعلاميةٍ مختلفة، جعل الإخراج لغةً للحوار بين الشرق والغرب.
الإخراج بين الشرق والغرب.. الاختلاف كقيمة فنية
في الإمارات، أخرج منقذ الدباغ العديد من الأشكال الفنية، حيث قدم أعمالاً مع الفنان الإماراتي سيف فاضل، وبرامج تلفزيونية على الكثير من المحطات الفضائية الإماراتية والعربية، بالإضافة إلى المحتوى الإعلاني لكبرى العلامات التجارية كـ Pizza Hut، DAC، Nissan، Toyota، مع قناة ArabGT، وإدارة حسابات العديد من الجهات الحكومية والخاصة، ومساعدة مؤثرين لبناء محتوى ذي جودة عالية.
ربما يكون التحدي الأكبر لأي مخرج يعمل بين ثقافتين مختلفتين هو الحفاظ على التوازن بين هوية المحتوى وقيم المجتمع، ففي الشرق، يُنظر إلى الإعلام كأداة للحفاظ على الهوية وترسيخ القيم المجتمعية، بينما في الغرب، يُعتبر نافذة مفتوحة للابتكار والتجريب وكسر الحواجز التقليدية.
وهو ما ساعد الدباغ عبر شركته Idea Film – فرع الولايات المتحدة الأمريكية – لقيادة الإدارة الإعلامية لمنظمة "رحمة حول العالم" الأمريكية، والتي تعمل في أكثر من 16 دولة عالمياً، بالإضافة إلى شراكات مع مؤسسات إنتاجية أمريكية.
المستقبل.. حين يصبح الإعلام جسراً حضارياً
يقوم الآن منقذ الدباغ وفريقه في Idea Film – الفرع الرئيسي في دولة الإمارات العربية المتحدة – بتجهيز برنامج جديد لتلفزيون محلي، وتجهيز بعض الأعمال الإعلانية الرمضانية والتي سنشاهدها قريبا في أغنية "كن رحمة"، وغيرها الكثير.
في النهاية، حينما تُستخدم الكاميرا بحسٍ فني راقٍ، وعندما تتحول الصورة إلى قصةٍ قادرة على ملامسة قلوب الناس، يصبح الإخراج أقوى من مجرد مهنة، وأعمق من مجرد صناعة، بل يصبح رسالةً ثقافية تحمل بين طياتها رؤى الشعوب، وتحكي تاريخهم، وتفتح آفاقاً جديدة للحوار الحضاري.