الأديب الشامل جمعة الفيروز، شاعر وقاص ومسرحي وموسيقي من الإمارات، من مواليد إمارة رأس الخيمة في سنة 1960، وارتحل عن الحياة الدنيا في 19 فبراير/ شباط 2001. كتب عشرات القصص والقصائد والمقالات والدراسات والخواطر والمذكرات والألحان الموسيقية، مما نتج عن ذلك العديد من المخطوطات الإبداعية الأدبية والثقافية العامة، لتثمر فيما بعد عن أربعة إصدارات على النحو الزمني التالي: (ذاهل عبر الفكرة: شعر 2000. مسافة «أنت» العشق الأولى: قصص 2001. علياء وهموم سالم البحار: قصص 2001. الدائرة: رواية 2008).. فيما بقية المخطوطات مصيرها الأدراج، فالنسيان.
سبعة عشر عاماً منذ آخر إصدار له «الدائرة»، وحتى هذه اللحظة من عمر تلك المخطوطات الحبيسات، ونحن في انتظار مصافحة منتج إبداعي جديد لـ«جمعة الفيروز» الذي غادرنا قبل نحو ربع قرن من الحياة بكافة صورها وفصولها وتفاصيلها. ففي كتابي «جمعة الفيروز سنديانة لا تموت»، و«جمعة الفيروز بين احتراقات الذاكرة واختراقات النسيان»، ثمة إشارة واضحة إلى عشرات المخطوطات التي بحوزة عائلته ورفاق دربه.
إذا تعذر أمر جمع مخطوطاته تلك، أو استخلاص بعض ما فيها من درر فكرية وأدبية نتيجة عدم القدرة أو المعرفة، أو عدم إمكانية التواصل مع تلك القنوات التي لديها الإرث الإبداعي الأدبي والثقافي العام للأديب الراحل جمعة الفيروز «رحمه الله»، فيمكن العمل على إعادة إصدار ديوانه اليتيم (ذاهل عبر الفكرة) الذي صدر في حياته، وإعادة إصدار أعماله القصصية التي صدرت بعد رحيله مباشرة في كتاب قصصي واحد يضم قصص (مسافة «أنت» العشق الأولى)، و(علياء وهموم سالم البحار)، وإعادة إصدار روايته المميزة (الدائرة) التي صدرت كذلك بعد رحيله بسبع سنوات.
ثم، لِمَ لا يتم جمع الدراسات النقدية التي تناولت إبداعاته الأدبية في كتاب يضيء على مسيرته الأدبية والفكرية الثقافية، وكذلك جمع الحوارات التي أجريت معه للاقتراب من فكره ونظرياته الثقافية وآرائه في المشهد الإبداعي الإماراتي والعربي العام..؟!
نحن بحاجة إلى تعريف الأجيال الأدبية الحاضرة بأجيال أدبية سبقتها في المثول في المشهد الأدبي قبل عشرات السنين، والتي ساهمت في النهضة الثقافية الإماراتية، منذ تأسيس الدولة الاتحادية وحتى يومنا الحاضر.. سواء في الشعر أم السرد، القصصي منه والروائي، وفي جميع حقول الأدب والفن والثقافة العامة.
إنّ عام المجتمع الإماراتي 2025، بحاجة إلى إبراز الملامح التي تشير إلى اللحمة الاجتماعية الإماراتية، وإلى إشباعه مختلف الصور والأشكال التي تتيح لجيل اليوم الوقوف على مآثر وإسهامات الأجيال السابقة، ومدى الترابط فيما بينها في مختلف الحقول والميادين. و«يداً بيد»، سوف نبلغ الأهداف المنشودة من عام المجتمع الإماراتي الذي ستتحقق له النجاحات بتعاون الجميع، وتمازج أفكارهم في وعاء مجتمعي واحد.
مقالات أخرى للكاتب




قد يعجبك ايضا







