عادي
المجلس يرسخ مفاهيم الوسطية والاعتدال

«الإمارات للإفتاء الشرعي»مرجعيــة دينيــة بأســس علميـة

23:47 مساء
قراءة 5 دقائق

يعد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي نموذجاً في تطوره العلمي والتقني على مستوى العالم، ولأنه المرجع الرسمي للإفتاء في الدولة فإنه يسعى إلى تحقيق عدد من الأهداف، أبرزها ضبط الفتوى داخل المجتمع وتكوين مرجعية دينية على أسس علمية، وابتكار أدوات اجتهادية معاصرة تقوم على صياغة خطاب ديني يستمد من الموروث العريق ويراعي الواقع المعاصر، والأهم هو بناء فقه السلام، ونزع المفاهيم العميقة للعنف، وذلك بترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال النابعة من تعاليم ديننا الحنيف.
المجلس الذي تم تأسيسه بموجب القانون الاتحادي رقم (3) لسنة 2024 يعمل على توحيد الجهود والرؤى والأهداف لتطوير التوجهات والسياسات والتشريعات ذات الصلة بالفتوى، وتنظيم شؤونها وإصدار الفتاوى العامة والطارئة والمستجدة في المسائل والموضوعات المختلفة، إضافة إلى إصدار الدراسات والأبحاث، والترخيص بممارسة الإفتاء وتأهيل المفتين وتدريبهم وتنمية مهاراتهم.
ولأنه يستشرف المستقبل في بناء فقه السلام ونزع المفاهيم العميقة للعنف، وقيادة جهود تنسيقية لمواجهة الخطاب الديني المؤدلج من قبل التيارات الدينية السياسية المتطرفة، يحتل المجلس مكانة بارزة في سباق المؤشرات التنافسية التي وصلت إليها الدولة في مختلف المجالات.
تأسس المجلس ليكون الجهة الوحيدة المخولة بإصدار الفتاوى الشرعية العامة في الدولة، ويتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري والأهلية القانونية اللازمة للتصرف ويتبع وزير ديوان الرئاسة.
ويعمل المجلس على تحقيق عدة أهداف تشمل: ترسيخ مكانة الفتوى وفق الهوية الوطنية للدولة محلياً وعالمياً، وتطوير التوجيهات والسياسات ذات الصلة بالفتوى وتنظيم شؤونها، وتمكين المجتمع بالفتاوى الاستباقية، ليكون الأكثر ازدهاراً، إضافة إلى بناء نموذج حضاري للفتوى يستجيب للمستجدات، ويعزز السمعة العالمية للإمارات ورؤيتها الإنسانية.
مهام واختصاصات
تتضمن مهام واختصاصات مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي إصدار الفتاوى العامة والمستجدة والطارئة والاستباقية التي تتناسب مع واقع المجتمع الإماراتي، سعياً إلى تحقيق الاستقرار المجتمعي، وإصدار الفتاوى العامة في المسائل والموضوعات المختلفة أو بناءً على طلب من الجهات الرسمية أو المؤسسات أو الأشخاص الاعتباريين أو الطبيعيين، وإصدار السياسات والقرارات المنظمة لشؤون الفتوى بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة، وبيان الرأي الشرعي في المسائل المتعلقة بالإساءة إلى المقدسات والتعصب المذهبي، وإصدار الدراسات والأبحاث ذات الصلة بمختلف مجالات الفتاوى، والتدقيق على المحتوى الإفتائي الوارد من قبل الجهات الرسمية، بما يُرسخ الهوية الوطنية ويُعزز القيم المجتمعية.
وتشمل المهام والاختصاصات أيضاً رؤية وتحري هلال شهور رمضان المبارك وشوال وذي الحجة بالتنسيق مع الجهات المختصة، وتأهيل الكفاءات الإفتائية وتدريبها وتنمية مهاراتها، بناءً على طلب من الجهات المعنية، واستقطاب المواهب الإفتائية المتميزة ورعايتها، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع مراكز الإفتاء العالمية المعتدلة والجهات الدينية، وذلك بمراعاة التشريعات النافذة، وتقديم الخدمات الإفتائية للإجابة عن الاستفسارات الشرعية، وتطوير منظومة الخدمات الرقمية، وإبداء الرأي الشرعي حول التشريعات والقوانين ذات الصلة بالإفتاء التي تعرض على المجلس من قبل الجهات المختصة بإصدارها، إضافة إلى أي اختصاصات أو مهام أخرى تُناط بالمجلس بموجب قرار من رئيس الديوان.
الخدمات والمبادرات
تتضمن الخدمات والمبادرات التي يقدمها مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي عدداً من الفتاوى، منها الفتاوى الإلكترونية، التي تتضمن: الفتاوى عبر الواتساب، وعبر الموقع الإلكتروني والتطبيق الذكي، وفتاوى الرسائل النصية القصيرة، وفتاوى وسائل التواصل الاجتماعي، وفتاوى الذكاء الاصطناعي «الشات بوت»، والفتاوى المباشرة تتضمن: الفتاوى عبر الاتصال المرئي «الفيديو»، والفتاوى عبر الحضور الشخصي، والفتاوى عبر الهاتف، ومجالس الإفتاء، والخدمات المساندة تتضمن: الكفاءات الإفتائية الوطنية، والمناقصات والممارسات، والغرامات والجزاءات، والوظائف.
ملتقى الشواف
عقد المجلس في منتصف فبراير 2025 «ملتقى الشوّاف الأول لتحري الأهلة»، تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وافتتح أعمال الملتقى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، بحضور نخبة من المتخصصين والخبراء في المجالات الشرعية والفلكية والقانونية. وأكد العلّامة عبدالله بن الشيخ المحفوظ بن بيّه، رئيس المجلس، أن الملتقى يهدف إلى تبادل الخبرات حول تحري الأهلة وتعزيز التنسيق بين الجهات المعنية، انطلاقاً من اختصاصاته المحددة في القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2024، والذي نصّ على مسؤولية المجلس في تحري الأهلة في الدولة، بما في ذلك رؤية هلال شهور رمضان وشوال وذي الحجة، بالتنسيق مع الجهات المختصة.
وأضاف أن الغاية من هذا الملتقى هي تطوير آليات عملية تساهم في تحسين دقة تحري الأهلة، كما أكد أهمية توعية المجتمع الإماراتي بأهمية التحري الشرعي ودور مجلس الإفتاء في هذا المجال.
الدرون لأول مرة
في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم، تحرى المجلس هلال شهر رمضان المبارك لعام 2025، باستخدام «طائرات الدرون» المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، في مبادرة تعكس ريادة الإمارات في تبني الحلول التكنولوجية المبتكرة، وباعتبار أن الرصد وما يتعلق به هو امتداد للرؤية المباشرة التي هي الأصل في ثبوت رؤية الهلال.
ضبط الفتوى
يسعى المجلس لأن يكون نموذجاً في تطوره العلمي والتقني لجميع دور ومراكز الفتوى في العالم، تنفيذاً لرؤية مستقبلية للقيادة الرشيدة، ومن هذا المنطلق يسعى لتحقيق عدد من الأهداف، أبرزها ضبط الفتوى داخل المجتمع الإماراتي، وتكوين مرجعية دينية على أسس علمية وطنية، وابتكار أدوات اجتهادية معاصرة تقوم على صياغة خطاب ديني يستمد من الموروث الديني العريق، ويراعي الواقع المعاصر، ويستشرف المستقبل، وبناء فقه السلام، ونزع المفاهيم العميقة للعنف، وترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال النابعة من تعاليم ديننا الحنيف، إضافة إلى ربط العلاقات الاستراتيجية مع مجالس ودور الإفتاء في الدول التي تربطها علاقات مع الدولة، وقيادة جهود تنسيقية لمواجهة الخطاب الديني المؤدلج من قبل التيارات الدينية السياسية المتطرفة.
جائزة الإمارات
أطلق مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي: «جائزة الإمارات العالمية للدراسات الإفتائية والاجتهاد الحضاري»؛ وذلك ضمن فعاليات مؤتمره العالمي الثاني: «الاستيعاب الشرعي للمستجدات العلمية المنهجية الحضارية، والتطبيقات الواقعية، وأخلاقيات الاستدامة».
وتأتي هذه الجائزة تمكيناً للبحث العلمي، وتعزيزاً لأدواته ووسائله في المجالات الفقهية والإفتائية، وتحفيزاً للكوادر المتخصصة على العناية والاهتمام بالاجتهاد العلمي الحضاري، وفهم تحدياته الواقعية واستيعاب مناهج التعامل معها؛ لمواكبة التطورات العلمية الراهنة في ظل الانفتاح على الثقافات والمجتمعات، وصولاً إلى مخرجات علمية وحلول فاعلة تعالج القضايا الفقهية المستجدة التي تراعي الهوية الوطنية والقيم الإنسانية؛ من خلال منظومة بحثية إبداعية متميزة تساهم في جودة المنتج الإفتائي. وتُمنح الجائزة للمؤسسات والجهات الإفتائية، والأبحاث المتميزة للكوادر المتخصصة في مجال الإفتاء الشرعي، ومختلف التخصصات الشرعية، حيث تشجع الباحثين على الاجتهاد الحضاري، وتعزز القيم الوطنية الشاملة.
كما أنها تهدف إلى تمكين البحث العلمي والدراسات الجادة في تطوير المنظومة الإفتائية، وتفعيل الاجتهاد الحضاري في القضايا الفقهية المستجدة .
كفاءات وطنية
في إطار حرصه على إعداد جيل من الكفاءات الوطنية في مجال الإفتاء، أطلق المجلس برنامج «إعداد الكفاءات الإفتائية الوطنية»، لاستقطاب وإعداد كفاءات إفتائية وطنية، تتسم بالخطاب الديني المعتدل.

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"