قالت الولايات المتحدة وأوكرانيا، في بيان مشترك، إن كييف مستعدة لقبول اقتراح أمريكي بهدنة لمدة 30 يوماً «إذا وافقت روسيا»، وذلك خلال محادثات أمريكية أوكرانية استضافتها مدينة جدة السعودية، أمس الثلاثاء، في وقت أعلنت فيه موسكو استعادة السيطرة على 12 بلدة في منطقة كورسك، بينما نفذت أوكرانيا هجوماً «ضخماً» بعشرات المسيّرات استهدف العاصمة الروسية.
وجاء في البيان المشترك أن «أوكرانيا أعربت عن استعدادها لقبول الاقتراح الأمريكي بفرض وقف فوري ومؤقت لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، يمكن تمديده باتفاق متبادل بين الأطراف، ويخضع ذلك لموافقة وتنفيذ متزامن من قبل روسيا»، وأضافا أن «الولايات المتحدة ستبلغ روسيا بأن المعاملة بالمثل من الجانب الروسي هي المفتاح لتحقيق السلام».
وأضافت واشنطن وكييف أن الوفود اتفقت على «تسمية فرق التفاوض الخاصة بهم، والبدء فوراً في مفاوضات تهدف إلى تحقيق سلام دائم يضمن الأمن طويل الأمد لأوكرانيا».
وتعهدت الولايات المتحدة ب«مناقشة هذه المقترحات المحددة مع ممثلين عن روسيا»، بينما شدد الوفد الأوكراني على «ضرورة إشراك الشركاء الأوروبيين في عملية السلام».
وقال مسؤول أوكراني كبير إن المحادثات بين الوفدين الأمريكي والأوكراني في جدة بدأت بشكل «بنّاء للغاية»، وناقشت العديد من المسائل«.
وبدأت المباحثات في مدينة جدة ظهرا بحضور وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ونظيره الأوكراني أندريه سيبيغا، وتأمل كييف أنّ يؤدي عرض الهدنة الجزئية لإقناع واشنطن باستئناف مساعداتها العسكرية لها، وتبادل المعلومات الاستخباراتية والوصول إلى صور الأقمار الصناعية، والتي أوقفتها واشنطن بعد مشادة حادة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأفاد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك الصحفيين، فيما كان يدخل الاجتماع في فندق ريتز كارلتون بجدة «نحن مستعدون لفعل كل شيء من أجل تحقيق السلام».
وأكّد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أنّ «أوكرانيا اتخذت (أمس) خطوات ملموسة باتجاه السلام».
وجاء كلام روبيو، في مؤتمر صحفي مشترك مع مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز بعد المباحثات في جدة. وقال روبيو «أوكرانيا اتخذت خطوة إيجابية ونأمل أن تبادلها روسيا بالمثل»، معتبراً أنّ«الطريق الوحيد لحل الأزمة في أوكرانيا هو التفاوض».
وبموازاة ذلك، قالت روسيا إن الولايات المتحدة تسعى إلى فهم مدى استعداد كييف لإجراء محادثات لإنهاء الحرب، وذلك في أعقاب هجوم أوكراني كبير بطائرات مسيرة على موسكو، الثلاثاء. وجاءت تصريحات المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، رداً على سؤال عما إذا كانت هناك صلة بين الهجوم وبين محادثات السلام التي تستضيفها جدة.
وأكد مسؤولون أوكرانيون إن الهجوم بمئات الطائرات المسيّرة نحو موسكو، ومناطق أخرى ليل الاثنين الثلاثاء، هدف إلى دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للموافقة على هدنة جوية وبحرية. وصرّح أندريه كوفالينكو، المسؤول في مجلس الأمن القومي لمكافحة المعلومات المضللة«هذه إشارة إضافية إلى بوتين بأنه يجب أن يكون مهتماً أيضاً بوقف إطلاق النار في الجو».
واعترضت منظومات الدفاع الجوي الروسية، ودمرت 337 مسيّرة أوكرانية، بينها 91 فوق منطقة موسكو و126 فوق منطقة كورسك الحدودية مع أوكرانيا. وأسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة أشخاص في منطقة موسكو.
بدورها، كثفت موسكو الضربات ضد البنى التحتية الأوكرانية، وقالت إنها استعادت 12 بلدة في منطقة كورسك الحدودية بجنوب روسيا، والتي استولت عليها كييف لاستخدامها كورقة مقايضة. وكان زيلينسكي زار، أمس الأول الاثنين مدينة جدة، حيث التقى وليّ عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، لكنه ترك المحادثات مع الأمريكيين لثلاثة من كبار مساعديه. (وكالات)
عناوين متفرقة
قد يعجبك ايضا
