التسول

01:43 صباحا
قراءة دقيقتين

أحد السلوكيات الشائعة، والتي تزداد بشكل واضح خلال شهر رمضان، التسول بأشكاله المختلفة، على الرغم من الجهود التي تبذلها مختلف الأجهزة المعنية في الدولة للحد منها، لمواجهة ضعاف النفوس ممن يمارسون هذه السلوكيات لكسب الأموال تحت شعار الحاجة، ووصل هذا الأمر إلى امتهان هذا السلوك واستخدام النساء والأطفال، لاستعطاف أفراد المجتمع، وجمع التبرعات والصدقات، مستغلين طيبة الناس بالذات في الشهر الفضيل.
مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وما تحظى به من إقبال جماهيري، اتجه بعض الأفراد إلى ممارسة التسول الإلكتروني، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، بنشر قصص إنسانية ملفقة، للوصول إلى أكبر عدد من أهل الخير، لطلب المساعدة، للعلاج أو لشراء الدواء أو لتسديد نفقات إيجار منزل، أو لشراء الطعام، وغير ذلك من المبررات غير المقنعة، والبعض يتجاوب مع هذه الفئة بتقديم الصدقات دون التحقق والتأكد من صدق حاجتهم الفعلية، حتى لو كانوا بالفعل محتاجين، فعليهم التوجه للجهات المختصة كالهيئات والمؤسسات الخيرية والإنسانية التي وجدت لتقديم يد العون والمساعدة لكل محتاج.
منظر المتسولين من النساء والأطفال، وحتى الشباب في مختلف الأماكن العامة وفي الأسواق ومنافذ البيع أحياناً، ومواقف السيارات، أمر غير مقبول، فهم لا يتوانون في استعطاف المارة والمتسوقين في الأسواق، أو أمام المساجد والمراكز التجارية، للحصول على ما تجود به أنفسهم من التبرعات، وإذا تعذر ذلك يبذلون قصارى جهدهم في اختلاق المبررات والأسباب والدوافع، لطلب المال بأي طريقة وبإلحاح شديد، ما يطرح أكثر من تساؤل حول الحلول الناجعة، للقضاء على هذه الظاهرة التي ما زالت منتشرة، على الرغم من تغليظ العقوبات وتشديد حملات التفتيش.
الجهات المعنية مطالبة بنشر تفاصيل حالات التسول التي يتم ضبطها، وأشكال التسول التي تمارس، لتوعية أفراد المجتمع بهذه الممارسات، في الوقت ذاته يجب تكثيف حملات التوعية وعلى مدار اليوم، لضبط مثل هذه المخالفات، وعلى أفراد المجتمع أيضاً تحمل مسؤولياتهم بتوجيه مساعداتهم وتبرعاتهم إلى المؤسسات المعتمدة المعنية، بدلاً من التعامل المباشر مع المتسولين الذين في غالبيتهم يمارسون التسول، كمهنة تدر عليهم دخلاً في ظل تسابق الناس في مجتمع إمارات العطاء، لمد يد العون وتقديم التبرعات.
القضاء على ظاهرة التسول يحتاج إلى جهود مشتركة وتعاون من مختلف جهات الاختصاص، والأهم تعاون أفراد المجتمع الذي يُطلب منهم التعامل بحذر مع هذه الفئات من المتسولين، وعدم الاستجابة لمطالبهم في ظل وجود هيئات ومؤسسات خيرية وإنسانية معتمدة، تنظر في طلبات المحتاجين وتقدم لهم المساعدات، وفقاً للنظم واللوائح المعتمدة، الأمر الذي يسهم في ضمان وصول المساعدات لمستحقيها وعبر القنوات المعتمدة، كما تطلب من أفراد المجتمع الإبلاغ عن مثل هذه الظواهر السلبية، وصولاً إلى القضاء عليها تماماً.

[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"