تجاوز سعر الذهب 3000 دولار لأول مرة في التاريخ، الجمعة، مع تهافت المستثمرين لشراء المعدن الثمين الذي يُعدُّ ملاذاً آمناً في ظل الضبابية السائدة على خلفية رسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية.
وارتفع سعر الذهب في الأسواق الفورية بنسبة 2,94 في المئة إلى 3000,85 دولار للأونصة، الجمعة، بعد يوم على تجاوزه السعر القياسي المسجّل أواخر شباط/فبراير.
وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.6 في المئة إلى 3009.10 دولار.
ويبدو أن صعود الذهب آخذ بالتسارع، فبعدما احتاجت الأونصة عشرات السنين للوصول إلى الألف الأول، وقرابة 12 عاماً فقط لتحقيق الألف الثانية، ها هي تدخل الألف الثالثة في أقل من 5 سنوات.
وبعد أن كان سعر أونصة الذهب 26 دولاراً في عام 1960 وصل سعر الأونصة إلى 1000 دولار لأول مرة في التاريخ إبان الأزمة المالية العالمية، وتحديداً في مارس 2008.
وفي أغسطس 2020، اخترقت الأونصة حاجز 2000 دولار، بفعل القلق من تداعيات جائحة
كورونا وعدم اليقين الاقتصادي، لتصل إلى الـ3000 دولار، في مارس 2025 وسط الضبابية الاقتصادية وتصاعد التوترات بسبب حرب الرسوم التجارية التي أشعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ماذا وراء الارتفاع الأخير؟
يأتي ارتفاع أسعار الذهب بينما سجّلت الأسواق ارتفاعاً على أمل نجاح النواب الأمريكيين في تجنّب الإغلاق الحكومي.
وقال كبير محللي الأسواق لدى «سكوب ماركتس» جوشوا ماهوني، إن «الأسواق تكره الضبابية، وولاية ترامب الثانية في البيت الأبيض أدت إلى انعدام كبير في الاستقرار بشأن التوقعات المرتبطة بالتجارة والوظائف والتضخم والإنفاق الحكومي».
هدد ترامب بفرض رسوم جمركية نسبتها 200 في المئة على المشروبات الكحولية المستوردة من بلدان الاتحاد الأوروبي رداً على الرسوم التي ينوي التكتل فرضها على المشروبات الأمريكية وغيرها من المنتجات الأمريكية الصنع.
وأعلن الاتحاد الأوروبي عن الرسوم رداً على تلك التي فرضها ترامب على الصلب والألمنيوم.
وأكد الرئيس الأمريكي أنه لن يتراجع عن الرسوم المفروضة على المعدنين ولا عن الرسوم الواسعة المفروضة على مختلف دول العالم والتي يفترض أن تدخل حيز التطبيق في موعد أقربه الثاني من نيسان/إبريل.
وحذّر مراقبون من الضبابية في الأسواق، في ظل المخاوف من أن تعيد الحرب التجارية بين كبرى اقتصادات العالم رفع معدلات التضخم.
وارتفع سعر الذهب، الذي يُعتبر ملاذاً آمناً للاستثمار في أوقات التضخم أو التقلبات الاقتصادية، بأكثر من 14 في المئة منذ بداية العام، مدفوعاً جزئياً بالمخاوف بشأن تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعمليات البيع الأخيرة في أسواق الأسهم.
وقال ألكسندر زومبفي، تاجر المعادن النفيسة في شركة هيراوس ميتالز ألمانيا: «في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، وارتفاع الرسوم الجمركية، وتزايد حالة عدم اليقين في الأسواق المالية، يسعى المستثمرون بشكل متزايد إلى الاستقرار ويجدونه في الذهب».
وأضاف، «في الوقت الحالي، يشير الطلب الفعلي القوي وعمليات شراء الملاذ الآمن إلى أن الزخم الصعودي للذهب لم ينضب بعد».
كما عزز مزيج من عمليات الشراء القوية من جانب البنوك المركزية، والطلب الاستثماري الجيد، بالإضافة إلى الرهانات على خفض الفائدة الأمريكية، أداء الذهب، الذي لا يدر عائداً، هذا العام.
من المتوقع على نطاق واسع أن يُبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة من دون تغيير في اجتماعه يوم الأربعاء.
ماذا بعد؟
وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك: «بشكل عام، نحافظ على توقعاتنا عند 3300 دولار للأوقية لهذا العام»، مضيفاً أن الإغلاق فوق 3000 دولار، اليوم الجمعة، قد يشير إلى استمرار الارتفاع الأسبوع المقبل.
وتوقع بنك إيه.إن.زد في مذكرة أن يصل سعر الذهب إلى 3050 دولاراً في عام 2025.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 33.87 دولار للأوقية، وتراجع البلاتين 0.7 في المئة إلى 987.30 دولار وزاد البلاديوم 0.6 في المئة إلى 963.78 دولار.