ترامب يناشد بوتين تجنيب جيش أوكرانيا مذبحة في كورسك

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن هناك فرصاً كبيرة لإنهاء الحرب في أوكرانيا عبر المفاوضات، مشيراً إلى أنه أجرى «محادثات جيدة جداً» مع الجانب الروسي بشأن الأزمة، جاء ذلك وسط تصعيد ميداني في مقاطعة كورسك، حيث أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرض سيطرة شبه كاملة على المنطقة، مؤكداً أن العمليات العسكرية دخلت مرحلتها الأخيرة، فيما تواجه القوات الأوكرانية عزلة تامة.
وكان ترامب قد صرح بأن آلاف الجنود الأوكرانيين مطوقون بالكامل من قبل القوات الروسية، مشيراً إلى أنه طلب من بوتين «بإلحاح» الحفاظ على حياتهم وأضاف: إن هناك فرصاً كبيرة لإنهاء الحرب عبر المفاوضات، مشيراً إلى «محادثات جيدة جداً» مع الجانب الروسي، من دون أن يوضح ما إذا كان قد تواصل مباشرة مع بوتين أو عبر موفدين.
في سياق التحركات الدبلوماسية، كشف الكرملين عن رسالة من بوتين إلى ترامب، تتعلق بمقترح واشنطن لوقف إطلاق النار في أوكرانيا وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي عبّر عن «تفاؤل حذر»، مشيراً إلى أن المبعوث الأمريكي ويتكوف نقل إشارات إضافية حول المقترح.
وأضاف بيسكوف أن موسكو ستحدد لاحقاً توقيت مكالمة بين الرئيسين بناءً على ما يتضح من تفاصيل الرسالة.
وأكدت روسيا أنها لن توافق على أي وقف لإطلاق النار ما لم تسحب أوكرانيا قواتها من كامل أراضي مقاطعة كورسك، إضافة إلى شروط أخرى تشمل الاعتراف الروسي بالمناطق التي ضمتها موسكو وتخلي كييف عن طموح الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وتغيير هياكل الحكم في أوكرانيا، هذه المطالب وصفتها كييف بأنها تعجيزية، إذ اعتبر زيلينسكي أن بوتين «يسعى إلى تقويض الدبلوماسية» عبر طرح شروط غير مقبولة منذ البداية واتهم روسيا بالمماطلة لكسب المزيد من الوقت وتعزيز مكاسبها العسكرية.
في الوقت نفسه، دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الطرفين إلى تقديم «تنازلات متبادلة»، مؤكداً خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا أن «السبيل الوحيد لإنهاء هذه الحرب هو المفاوضات»، مشيراً إلى أن أي تسوية سياسية تتطلب تقديم الطرفين تنازلات مقبولة.
وحول الوضع في كورسك قال بوتين خلال لقائه نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، حيث أشار إلى أن المعدات الأوكرانية تُركت في ساحة المعركة، ما يعكس تراجع قوات كييف في المنطقة.
وفي زيارة ميدانية، استمع بوتين إلى تقرير رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف، الذي كشف استعادة 1100 كيلومتر مربع من الأراضي، مع خسائر أوكرانية تجاوزت 67 ألف جندي، إضافة إلى استعادة مدينة سودجا الاستراتيجية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الجمعة استعادة بلدة غونتشاروفكا المجاورة، مؤكدة استمرار العمليات لطرد القوات الأوكرانية من كامل مقاطعة كورسك.
في المقابل، أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بصعوبة الوضع في كورسك، لكنه نفى وقوع قواته تحت حصار كامل، مؤكداً أن الجيش الأوكراني لا يزال يقاتل في المنطقة.
وأوضح أن القوات الأوكرانية تواجه تحديات كبيرة، لكنه شدد على استمرار القتال رغم التراجع.
من جهتها نفت هيئة الأركان الأوكرانية تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن حصار قواتها، مؤكدة عبر بيان رسمي أنه «لا يوجد خطر تعرض الوحدات الأوكرانية لحصار شامل». وتواصل القوات الروسية هجومها المضاد لاستعادة ما تبقى من المناطق التي احتلتها أوكرانيا في كورسك، محققة اختراقات متتالية أجبرت الجيش الأوكراني على التراجع في الأيام الأخيرة. وأكد رئيس الأركان الروسي أن قواته استعادت أكثر من 86% من المنطقة التي احتلتها القوات الأوكرانية، بينما شدد بوتين خلال زيارته الأخيرة إلى كورسك على ضرورة إنهاء العمليات سريعاً، مؤكداً أن تحرير كامل أراضي المنطقة شرط أساسي قبل الدخول في أي محادثات سلام. (وكالات)