عادي
عام المجتمع

كن خلوقاً

23:05 مساء
قراءة دقيقتين
1
سالم بن ارحمه الشويهي

د. سالم بن ارحمه

من قواعد بناء العلاقات الاجتماعية الناجحة التحلي بالأخلاق الحسنة.
قال أبو حاتم، رحمه الله: «حُسن الخلق بذر اكتساب المحبة، كما أن سوء الخلق بذر استجلاب البغضة، ومن حسن خلقه صان عرضه، ومن ساء خلقه هتك عرضه، لأن سوء الخلق يورث الضغائن، والضغائن إذا تمكنت في القلوب أورثت العداوة».
قال ابن القيّم رحمه الله: «فليس للقلب أنفع من معاملة الناس باللطف وحب الخير لهم، فإن معاملة الناس بذلك إما أجنبي فتكتسب مودّته ومحبته، وإما صاحب وحبيب فتستديم صحبته ومودّته، وإما عدوٌّ مبغض فتُطفئ بلطفك جمرته وتستكفي شره».
وكلما ﺧﺎﻟﻄﺖ اﻟﻨﺎس ازددت يقيناً أن «اﻷﺧﻼق كالأرزاق، النّاس فيها بين غنيٍّ وفقير».
وفي الأثر: «إنَّ اللهَ قسمَ بينَكُمْ أخلاقَكمْ كما قسمَ بينَكمْ أرزاقَكم».
وأحسن حافظ إبراهيم شاعر النيل حين قال:
فَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ
فَالناسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا عِلمٌ وَذاكَ مَكارِمُ الأَخلاقِ
لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ بِخَلاقِ
وحسن الخلق من أعظم ما يتّصف به الإنسان، لأنّ الأخلاق الحسنة هي معيار التفاضل بين الناس، وهي الأساس في بناء المجتمعات الفاضلة، كما أنّ حسن الخلق دليلٌ على التربية السليمة وقوّة الوازع الديني، ومن جميل ما قيل:«دع من يراك يدعو لمن ربّاك». والأخلاق الحسنة مدعاة للفخر، وحُجّة قوية لصاحبها، ومن كان لديه خلق حسن لا يعيبه أي شيء، لأنّ الأخلاق الحسنة مفتاحٌ للأبواب المغلقة، وطريقٌ للسعادة والأمان، فقيمتك بأخلاقِك!
رأى شيخ كبير شاباً متحمساً لنيله شهادة التخرج فقال له: «يا ولدي ترى شهادتك لك، لكن أخلاقك للناس، فحافظ على أخلاقك قبل علمك».
ما قيمةُ العلم والأخلاقُ غائبةٌ
وما الشهادةُ إن كانت بلا أدبِ؟
ما جَمّلَ العلمُ مَن بانتْ قبائحُهُ
وإن تَزَوّدَ بالتعليم والكتبِ
ليس الجمال بأثواب على بدن
إن الجمال جمال العلم والأدب
قال عمر رضي الله عنه لقبيصة بن جابر:«إن الشاب يكون فيه تسعة أخلاق حسنة وخلق سيئ، فيُفسِد الخلق السيئ الأخلاق الحسنة، فإيَّاك وعثرات الشباب».
وكما يصاب بعض الناس بأمراض عضوية أو نفسية، فهناك من يصاب بأمراض في أخلاقه، فإذا رأيت مريضاً في أخلاقه فادع له بالشفاء، واحمد الله على العافية
وكل إنسان لديه طبائع: خيِّرة أو سيئة، والإرادة هي أقوى الأسلحة لدى الإنسان في علاج الأمراض الأخلاقية، فبالإرادة يمكن تغليب نوازع الخير في نفسه وتصرفاته
‏«ادفع بالتي هي أحسن» قاعدة أخلاقية ربانية في التعامل مع الناس، فالأخلاق ليست معادلة حسابية بل هي معاملة ربانية «وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم». والأخلاق تفتح لصاحبها قلوب الناس، وأبواب النجاح، فعطر الأخلاق لا تنقطع رائحته. والأخلاق هي الروح التي لا تموت بعد الرحيل، وهي الجمال الداخلي الباقي إلى يوم التلاقي.
[email protected]

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"