الشارقة: «الخليج»
رئيس وزراء كندا الجديد مارك كارني، جاء إلى السلطة بخبرة اقتصادية عريضة في توقيت صعب على الصعيدين الداخلي والخارجي. لكنه أبدى منذ البداية الثقة وأظهر روح التحدي.
كارني صاحب السيرة الذاتية المتخمة في الحقل الاقتصادي، علماً وعملاً. حائز ماجستير ودكتوراه من جامعة أوكسفورد البريطانية وبكالوريوس من جامعة هارفاد الأمريكية. تولى منصب محافظ البنك المركزي في كل من كندا وإنجلترا. وقد عمل لأكثر من عشر سنوات في مجموعة جولدمان ساكس قبل العمل في بنك كندا المركزي إلى أن وصل إلى منصب نائب محافظ البنك في أغسطس من عام 2003. وفي نوفمبر من عام 2004 أصبح نائباً أول لوزير المالية. وبعدما أنهى عمله في بنك إنجلترا المركزي تم اختياره كمبعوث خاص للأمم المتحدة للعمل المناخي والتمويل. وبحكم منصبه في الأمم المتحدة كان من بين من تم تكريمهم بوسام زايد الثاني من الطبقة الأولى من قبل صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في شهر مايو 2024 ضمن مجموعة من الشخصيات التي أسهمت في نجاح مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ الثامن والعشرون (كوب 28) الذي استضافته الدولة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023.
ولمدة ثلاث سنوات جمع بين منصب محافظ بنك كندا المركزي ورئاسة مجلس الاستقرار المالي. وإذا كان كارني قد جمع بين منصبي رئاسة بنكين مركزيين على التوالي في الفترة من 2008 إلى 2020 أمر نادر الحدوث، فإن مجيئه إلى رئاسة وزراء كندا وهو ليس عضواً في البرلمان ليس معتاداً.
يبدو أن كارني على موعد مع التحديات عند تولي المناصب. فقد تولى منصبه محافظاً للبنك المركزي الكندي في أجواء الأزمة المالية العالمية. وقد كان على رأس عمله محافظاً لبنك إنجلترا المركزي وقت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2019. ولعل هذا ما جعله يذهب إلى القول في حملته الانتخابية لرئاسة الحزب «لقد كنت جزءاً من إدارة العديد من الأزمات وساهمت في إنقاذ الاقتصاد». وها هو يواجه تحدياً وجودياً قادماً من الجنوب. وقد وصف الوضع بالمظلم قائلاً: «أعلم أن هذه أيام مظلمة. أيام مظلمة بسبب دولة لم نعد نستطيع أن نثق بها». لكنه يثق في الظفر في الحرب التجارية فيقول «على الأمريكيين ألا يقعوا في هذا الخطأ. ففي التجارة، كما هو في الهوكي، سوف تفوز كندا». ويؤكد أن «كندا لن تكون أبداً جزءاً من أمريكا، بأي شكل من الأشكال».
قد يواصل الاقتصادي الذي سيحتفل بعيد ميلاده الستين في السادس عشر من مارس الحالي مسيرته السياسية أو تنتهي في بدايتها. ومن ثم قد يعود إلى مجال تخصصه، أو أن يختار التقاعد مستمتعاً بحياته الاجتماعية مع زوجته ديانا التي ولدت في المملكة المتحدة وبناته الأربع وأحفاده.
عادي
بروفايل
مارك كارني.. رئيس وزراء بخلفية اقتصادية
15 مارس 2025
01:48 صباحا
قراءة
دقيقتين
قد يعجبك ايضا







