مؤسسة «عيسى صالح القرق الخيرية»، خاصة غير ربحية، موّلها بالكامل مؤسسها السفير عيسى صالح القرق، رحمه الله، وفقاً لرغبته في عدم جمع التبرعات. تخضع المؤسسة لإشراف دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، وقد أسست بموجب المرسوم رقم 21 لعام 2010، الصادر عن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
تلتزم المؤسسة بتقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين داخل دولة الإمارات، بغض النظر عن الجنسية أو الدين، وتسعى للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين، عبر التعاون مع الجمعيات الخيرية والجهات الحكومية. كما تسهم في حملات الإغاثة الدولية بالتنسيق مع مؤسسات كبرى مثل «الهلال الأحمر الإماراتي» و«محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية».
قاعدة بيانات
تقدم المؤسسة الدعم لنحو 15 ألف أسرة مسجلة في قاعدة بياناتها، وتشمل مساعداتها مجالات متعددة مثل التعليم الجامعي والمدرسي، العلاج الطبي، ودعم الأيتام وأصحاب الهمم، والمساعدات السكنية، وتسديد فواتير الخدمات الأساسية.
حالياً، تعمل المؤسسة على تطوير نظام أتمتة حديث لإدارة المساعدات، بهدف تسهيل العمليات وتحسين الخدمات، بتقليل المعاملات الورقية والاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة، ومن المقرر إطلاق النظام الجديد في يونيو 2025.
تقدم المؤسسة مجموعة واسعة من المساعدات، تشمل بناء المساجد، ودعم المراكز الإسلامية ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، وتمويل رحلات الحج والعمرة، ورعاية المرضى، والأيتام، وأصحاب الهمم. كما تعقد اتفاقات شراكة مع الهيئات الخيرية الشقيقة وتنفذ مشروعات موسمية تهدف إلى مساعدة المحتاجين.
كان عيسى صالح القرق، رحمه الله، يولي اهتماماً خاصاً ببناء المساجد، حيث أسهم في إنشائها وصيانتها منذ زمن طويل، إدراكاً لدورها في نشر العلم والهداية. وتواصل المؤسسة هذا النهج، حيث أنجزت حتى الآن خمسة مساجد في إمارة دبي بسعة 5 آلاف مصلٍّ، وكان أحدثها مسجد فاطمة عبدالله محمد رشيد، بمنطقة البرشاء الأولى، الذي افتُتح في ديسمبر 2016، ويتسع ل 1200 مصلٍّ، ويضم مركزاً لتحفيظ القرآن الكريم يضم 200 طالب.
اتفاقيات
كما تبرم اتفاقيات مع الدائرة، لإيفاء نفقات تشغيل المساجد، بما في ذلك رواتب الأئمة والمؤذنين والصيانة الدورية. وأنشأت كذلك 18 مسجداً في الفلبين، وكمبوديا، وموريتانيا، وطاجيكستان، والهند، وإندونيسيا، والكونغو، وملاوي، منها 9 مساجد شُيدت بين عامي 2017 و2018 بالتعاون مع «جمعية دبي الخيرية».

يُعد قطاع التعليم من الركائز الأساسية للمؤسسة، حيث تقدم مساعدات دراسية شهرية لعدد كبير من طلاب المدارس والجامعات. كما توفر حالياً 108 منح دراسية كاملة حتى التخرج، تشمل في بعض الحالات كلف السكن والمواصلات، دعماً للطلاب المتفوقين الذين يواجهون صعوبات مالية.
وفي إطار التزامها بدعم التعليم والبحث العلمي، وقّعت اتفاقية مع مؤسسة الجليلة، قدّمت بموجبها تبرعاً بقيمة 5 ملايين درهم لإنشاء مشروع «الابتكار دبي الصحية»، الذي يهدف إلى تعزيز التعليم والأبحاث الطبية، بما يسهم في تحقيق الريادة لدولة الإمارات في العلوم الطبية. كما أسهمت ب 4 ملايين درهم في تأسيس وإطلاق مشروع «المكتبة الرقمية لتحدي القراءة العربي»، بالتعاون مع مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، لدعم نشر المعرفة وتعزيز ثقافة القراءة بين الطلاب.
دعم الطلاب
وتحرص على دعم طلاب العلم عبر اتفاقيات تعاون مع عدد من الجامعات في مختلف إمارات الدولة، مثل «الشارقة»، و«عجمان»، و«الكندية» في دبي، و«الخليج الطبية»، وغيرها. كما عقدت عدداً من اتفاقيات الوقف التعليمي لدعم الطلاب، شملت «أمريكية الشارقة»، و«عجمان»، و«محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية»، لتوفير فرص تعليمية مستدامة للطلاب المتفوقين من مختلف الفئات.
تعمل المؤسسة على تنفيذ المشاريع والمبادرات التي تدعم الأسر المحتاجة وتوفر لها المساعدات الأساسية. ومن بينها، مشروع بطاقات المواد الغذائية (بطاقات المير)، الذي توزّع عبره بطاقات إلكترونية مسبقة الدفع على الأسر المحدودة الدخل، ليتمكنوا من شراء المواد الغذائية أو أي احتياجات أخرى من فروع «اللولو هايبر ماركت» في جميع إمارات الدولة، ما يمنحهم حرية اختيار ما يناسبهم وفق احتياجاتهم الفعلية

كما تحرص المؤسسة سنوياً على تنفيذ مشروع بطاقات الكسوة والزي المدرسي، حيث توزع بطاقات إلكترونية مسبقة الدفع على الأسر المسجلة لديها، لتمكينهم من شراء الملابس والأحذية الجديدة للعيد أو الزي المدرسي بالتعاون مع مجموعة «لاندمارك» التي تضم متاجر سبلاش، ومحل الأطفال، وماكس، وشومارت، وشو إكسبرس، ما يسهم في إدخال البهجة على قلوب المستفيدين وتخفيف الأعباء عن الأسر المحتاجة.
الحقيبة المدرسية
وفي إطار دعم الطلاب، تنفذ المؤسسة سنوياً مشروع الحقيبة المدرسية، حيث توزع 5 آلاف حقيبة مدرسية تحتوي على المستلزمات الدراسية الأساسية، بهدف دعم الطلاب المستحقين وتخفيف الأعباء المالية عن أولياء الأمور. كما تستفيد من هذا المشروع جهات خيرية مثل جمعية دار البر، وجمعية الفجيرة الخيرية، وجمعية النفع العام، وشرطة دبي، ومؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال.
إلى جانب ذلك، تشارك في عدد من المبادرات المجتمعية، بالتعاون مع جهات خيرية أخرى، ومن أبرزها «فك كربة»، بالتعاون مع صندوق الفرج في أبوظبي، لمساعدة الغارمين وسجناء الديون، ومبادرة «منخفض الهدير»، بالتعاون مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، فضلاً عن المبادرات الإنسانية الأخرى، وتسهم المؤسسة في دعم كثير من الجمعيات والمؤسسات الخيرية، لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، ومن بين الجهات المستفيدة لجنة الأسر المتعففة بأم القيوين، ومؤسسة الجليلة ومستشفى الجليلة، ومكتبة محمد بن راشد بدبي، وجمعية الفجيرة الخيرية، وجمعية النهضة النسائية بدبي، والمراكز الإسلامية، ومراكز تحفيظ القرآن مثل «الصديق»، و«عبدالله بن مسعود». ومراكز دعم أصحاب الهمم مثل «النور» و«راشد»، و«المشاعر الإنسانية»، حيث تهدف بهذه الجهود إلى تعزيز التكافل الاجتماعي ودعم الفئات المحتاجة.
