العنف ضد المسلمين

01:00 صباحا
قراءة دقيقتين
2

في عام 2022 حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 15 مارس/ آذار من كل عام «يوماً عالمياً لمكافحة كراهية الإسلام»، وتبنت في عام 2024 قراراً يدعو إلى تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة يعنى بمكافحة الإسلاموفوبيا.
كان القرار نتيجة لصعود حالات العداء في العالم ضد الإسلام والعرب من جانب دول وأحزاب ومنظمات وأفراد يعتنقون الأفكار اليمينية المتطرفة في معظم الدول الغربية، وما يشكله ذلك من انتشار الكراهية والتعصب والعنصرية، وهي آفة تهدد السلام العالمي وتضعف نسيج الإنسانية، وتقضي على الإنجازات التي تحققت جراء الجهود التي بذلت خلال السنوات القليلة الماضية، ومنها المبادرات بين الأديان، وخصوصاً «إعلان الأخوة الإنسانية» الذي احتضنته دولة الإمارات عام 2019، والذي شارك في صياغته فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس، والذي مثّل القيم العالمية للسلام والرحمة والكرامة التي تثري المجتمع العالمي وتحدد معنى التضامن الإنساني بمعزل عن اختلاف الأديان والمعتقدات، والاعتراف بالآخر والالتزام بالحوار.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أكد بهذه المناسبة أن «هناك ارتفاعاً مقلقاً في التعصب ضد المسلمين، من التنميط العنصري والسياسات التمييزية التي تنتهك حقوق الإنسان وكرامته، إلى العنف الصريح ضد الأفراد وأماكن العبادة».
أضاف «يجب على المنصات الإلكترونية الحد من خطاب الكراهية والمضايقات، وعلينا جميعاً أن نرفع صوتنا ضد التعصب والكراهية والتمييز».
إن إنسانيتنا المشتركة تتجاوز اختلاف المعتقدات والثقافات، وذلك يفترض الالتزام بالقيم النبيلة التي تدعو إليها الأديان، والخروج من قمقم التعصب والعنصرية من خلال الحوار والتفاهم عبر الاختلافات الدينية والثقافية.
ويقول الممثل السامي لتحالف الحضارات ميغيل أنخيل موراتينوس، إن التمييز ضد المسلمين ليس نمطاً معزولاً، بل هو جزء من «عودة القومية العرقية والنازية الجديدة وأيديولوجية تفوق العرق الأبيض والعنف الذي يستهدف الفئات الضعيفة»، وأشار إلى أن السماح باستمرار «الكراهية السامة» ضد طائفة دينية دون معالجة سيؤدي إلى «إشعال فتيل الكراهية ضد الديانات الأخرى».
إن بعض الدول والجماعات تستخدم «الإسلاموفوبيا» سلاحاً لتخويف المسلمين والتحريض عليهم، وخصوصاً في الدول الغربية لحملهم على الهجرة في إطار نهج سياسي رافض للآخر الذي لا يشبههم في اللون والمعتقد الديني، نتيجة جهل بالدين الإسلامي، أو نتيجة تأثر بتصرفات أقلية معزولة لا تمثل المسلمين ولا صلة لها بالإسلام الحقيقي.
إن دولة الإمارات التي احتضنت «إعلان الأخوة الإنسانية» تصدت للكراهية والتمييز والتطرف على مستوى تشريعاتها، وأصدرت القانون الاتحادي رقم 34 عام 2023 الذي يحظر الإساءة للأديان والأنبياء والكتب السماوية ودور العبادة، ويقضي بتجريم الممارسات المرتبطة بازدراء الأديان، كذلك نظمت أعمال «المؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح» الذي ناقش أهمية احترام الاختلافات الحضارية، وأطلقت برنامج «فارسات التسامح» لتمكين المرأة وتعزيز دورها في نشر قيم التسامح والتعايش.
يجب أن يكون يوم 15 مارس/ آذار كل يوم وليس يوماً واحداً في السنة، لأن «الإسلاموفوبيا» تهدد التعايش والسلم المجتمعي العالمي، ومقاومتها تعتبر إنقاذاً للإنسانية.

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"