قالت السلطات الصحية الفلسطينية: إن ما لا يقل عن 330 شخص قُتلوا في غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء، فيما أصابت الهجمات عشرات الأهداف مما أنهى جموداً استمر أسابيع بشأن تمديد وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني.
وذكرت تقارير أن غارات استهدفت مواقع متعددة، منها مدينة غزة في شمال القطاع ودير البلح في وسطه وخان يونس ورفح في جنوبه.
وقال مسؤولون في وزارة الصحة الفلسطينية إن عدداً كبيراً من القتلى أطفال.
هجمات واسعة
وأكد الجيش الإسرائيلي، الذي قال إنه قصف عشرات الأهداف، أن الضربات ستستمر ما دام ذلك ضرورياً، وستتجاوز نطاق الغارات الجوية.
وهذه الهجمات أوسع نطاقاً بكثير من سلسلة الغارات الجوية التي قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذها على أفراد أو مجموعات صغيرة ممن يشتبه بأنهم مسلحون، وتأتي بعد فشل جهود مستمرة منذ أسابيع بهدف تمديد اتفاق وقف إطلاق النار.
وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن فرقه تعاملت مع 86 قتيلاً و134 جريحاً، بينما نُقل آخرون إلى المستشفيات المكتظة بسيارات خاصة.
وذكر مسؤولون من مستشفى ناصر في خان يونس ومستشفى الأقصى في وسط قطاع غزة والمستشفى الأهلي في مدينة غزة، والتي تضررت جميعها بشدة خلال الحرب، أنهم استقبلوا في المجمل نحو 85 قتيلاً.
كما قالت السلطات على نحو منفصل إن 16 فرداً من عائلة واحدة قتلوا في رفح.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن عدد القتلى بلغ 330 على الأقل.
انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أن إسرائيل أنهت بغاراتها هذه اتفاق وقف إطلاق النار، مما يترك مصير 59 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة مجهولاً.
واتهم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حماس «بالرفض المتكرر لإطلاق سراح رهائننا» ورفض مقترحات مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وقال في بيان «ستتحرك إسرائيل، من الآن فصاعداً، لمواجهة حماس بقوة عسكرية متزايدة».
وفي واشنطن، قال متحدث باسم البيت الأبيض إن إسرائيل تشاورت مع الإدارة الأمريكية قبل تنفيذ الضربات، التي قال الجيش إنها استهدفت قادة الصف الثاني في حماس ومسؤولين قياديين، بالإضافة إلى بنية تحتية تابعة للحركة المسلحة.
وذكر المتحدث برايان هيوز «كان بإمكان حماس إطلاق سراح الرهائن لتمديد وقف إطلاق النار ولكنها اختارت الرفض والحرب».
وفي غزة، قصفت دبابات إسرائيلية مناطق في رفح، مما أجبر عدداً كبيراً من الأسر على مغادرة منازلها والتوجه شمالاً إلى خان يونس، وذلك بعد عودتهم إلى مناطقهم بعد بدء وقف إطلاق النار.
جمود المفاوضات
وكانت فرق تفاوض من إسرائيل وحماس في الدوحة، حيث يسعى وسطاء من مصر وقطر إلى تقريب وجهات النظر بين الجانبين بعد انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، والتي شهدت إعادة الحركة الفلسطينية 33 من الرهائن الإسرائيليين وخمسة تايلانديين مقابل نحو 2000 سجين فلسطيني.
وضغطت إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة من أجل إعادة باقي الرهائن المحتجزين في غزة وعددهم 59، مقابل هدنة أطول أمداً تُوقف القتال حتى بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي في إبريل/نيسان.
ومع ذلك، أصرت حماس على الانتقال إلى المفاوضات لإنهاء الحرب بشكل دائم وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وفق بنود اتفاق وقف إطلاق النار الأصلي.
وقالت الحركة «نطالب الوسطاء بتحميل نتنياهو والاحتلال الصهيوني المسؤولية كاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه».
تبادل الاتهامات
وتبادل الطرفان الاتهامات بعدم احترام بنود اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في يناير/كانون الثاني، وشهدت المرحلة الأولى عثرات عديدة. ولكن الطرفين تجنبا العودة الكاملة للقتال حتى الآن.
ومنعت إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة، وهددت مراراًَ باستئناف القتال إذا لم توافق حماس على إعادة الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم.
ولم يقدم الجيش تفاصيل عن الغارات التي نفذها في الساعات الأولى من صباح اليوم، لكن السلطات الصحية الفلسطينية وشهوداً أفادوا بوقوع أضرار في مناطق عديدة من غزة، حيث يعيش مئات الآلاف في ملاجئ مؤقتة أو مبان مدمرة.
وذكرت مصادر بحماس وأقارب أن من بين القتلى القيادي في حماس محمد الجماصي عضو المكتب السياسي وأفراد من عائلته، بينهم أحفاده، الذين كانوا في منزله بمدينة غزة عندما تعرض لغارة جوية. وفي المجمل، قُتل ما لا يقل عن خمسة من كبار مسؤولي حماس إلى جانب أفراد من عائلاتهم.
عادي
مقتل 330 فلسطينياً .. إسرائيل تستأنف الحرب على غزة
18 مارس 2025
09:25 صباحا
قراءة
3
دقائق
قد يعجبك ايضا







