رسالة العطاء مستمرة

02:48 صباحا
قراءة دقيقتين

يُعد يوم زايد للعمل الإنساني الذي يصادف التاسع عشر من رمضان، مناسبة وطنية تعكس القيم الراسخة التي غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في نهج العطاء والعمل الخيري والإنساني. هذا اليوم محطة سنوية يتجدد فيها الالتزام بمبادئ الإنسانية والتسامح والتضامن الاجتماعي، وهو فرصة لإبراز دور الإمارات في دعم المحتاجين وتعزيز ثقافة العمل التطوعي داخل الدولة وخارجها.
لم يكن العطاء في الإمارات يوماً مجرد فعل موسمي، بل نهج مستدام رسخ في السياسات الحكومية والثقافة المجتمعية، فقد حرصت الدولة منذ تأسيسها على أن يكون العمل الإنساني جزءاً لا يتجزأ من هُويتها، وانعكس ذلك في مبادرات كبرى مثل «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» و«مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية»، اللتين تقدمان دعماً مستمراً للمجتمعات الأقل حظاً في العالم. ولم تتوقف الجهود عند حدود الدولة، بل امتدت إلى مختلف القارات عبر مشاريع تنموية وبرامج إغاثية تصل إلى ملايين المستفيدين سنوياً، ما جعل الإمارات نموذجاً عالمياً في العطاء والعمل الإنساني.
وينعكس تفاعل المجتمع الإماراتي مع يوم زايد للعمل الإنساني بأجمل صوره، حيث تنظم الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني حملات خيرية متنوعة تشمل تقديم المساعدات للأسر المتعففة، وتنظيم موائد الإفطار، وحملات التبرع بالدم، والمبادرات التي لا تتوقف. كما يبرز دور الشباب والطلاب في المشاركة الفاعلة، إذ نجدهم متفاعلين مع الأنشطة التطوعية، ما يعزز فيهم روح المسؤولية المجتمعية منذ الصغر.
ورغم أن يوم زايد للعمل الإنساني مناسبة مميزة، فإن تعزيز ثقافة العطاء ينبغي أن يكون نهجاً مستداماً على مدار العام، ويمكن تحقيق ذلك بإدراج برامج تعليمية عن العمل الإنساني في المناهج الدراسية، وتحفيز الشركات على تعزيز المسؤولية الاجتماعية عبر مبادرات مستدامة، وتنظيم فعاليات تطوعية دورية تشمل مختلف القطاعات، مثل الصحة والتعليم وحماية البيئة. كما يمكن توظيف التقنيات الحديثة لتعزيز التطوع الإلكتروني، ما يتيح للأفراد المساهمة في العمل الإنساني بسهولة عبر المنصات الرقمية.
لقد أصبح العمل الإنساني والتطوعي جزءاً أساسياً من منظومة القيم الإماراتية، حيث يتجسد العطاء في جميع جوانب الحياة؛ ومع استمرار الدولة في دعم المبادرات الإنسانية، يبقى يوم زايد للعمل الإنساني شاهداً على إرث الخير الذي تركه الشيخ زايد، وسيمتد أثره ليكون مصدر إلهام للأجيال القادمة.
إن الاحتفاء بهذا اليوم ليس مجرد إحياء لذكرى، بل هو تأكيد أن العمل الإنساني في الإمارات مستمر بلا انقطاع، وقيم العطاء والتسامح والتضامن ستظل متجذرة في المجتمع الإماراتي، لتصل أيادي الخير إلى كل محتاج أينما كان.

[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"