عادي

مكالمة ترامب وبوتين: التهموا دجاجة كييف.. بالهناء والشفاء

20:36 مساء
قراءة 4 دقائق

شبه نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف المحادثات الروسية الأمريكية حول أوكرانيا بقائمة طعام، واصفاً الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا وأوكرانيا بأنها أطباق على الطاولة.
كتب مدفيديف على صفحته بمنصة التواصل الاجتماعي «إكس»: المكالمة الهاتفية بين الرئيسين بوتين وترامب أثبتت فكرة معروفة، لا يوجد سوى روسيا وأمريكا في غرفة الطعام.. على القائمة: مقبلات خفيفة وهي كرنب بروكسل، والسمك والبطاطا البريطانية والديك الفرنسي.. بينما الطبق الرئيسي هو دجاج على طريقة كييف.. بالهناء والشفاء!!».


وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في مناقشة بمؤتمر الأمن في ميونيخ عام 2024: «إذا لم تكن على الطاولة في النظام الدولي، ستكون على قائمة الطعام».
وناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء خطط وقف إطلاق النار لإنهاء أزمة أوكرانيا خلال مكالمة هاتفية، إلى جانب قضايا أخرى تشمل العلاقات الثنائية والمواضيع الدولية المختلفة.
وبحسب بيان للكرملين، وافق بوتين على اقتراح ترامب لوقف الطرفين في النزاع الأوكراني الهجمات على البنية التحتية للطاقة لمدة 30 يوماً. 
وقال البيت الأبيض في بيان: إن الزعيمين اتفقا أيضاً على إطلاق مفاوضات فنية على الفور بشأن إجراء هدنة بحرية في البحر الأسود، بالإضافة إلى وقف إطلاق نار كامل وسلم دائم في أوكرانيا.
وأبرز الكرملين أن شرطاً رئيسياً لحل النزاع وهو التوقف التام للمساعدات العسكرية الأجنبية والمشاركة في تبادل المعلومات الاستخبارية مع كييف.
وبعد مكالمة هاتفية استمرت لمدة ساعة ونصف، فشل ترامب في إقناع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بقبول اقتراح الولايات المتحدة لوقف إطلاق نار غير مشروط، بحسب تحليل نشرته مجلة ذا سبيكتاتور البريطانية.
بوتين لم يبلع الطعم


لم ينخدع بوتين بمغازلة ترامب وحاول تقليل التوقعات قبيل المكالمة وفي حديثه مع مجموعة من رجال الأعمال الروس في وقت سابق من اليوم، توقع أن العقوبات المفروضة على روسيا لن تختفي. 
وقال: إن هذه ليست إجراءات مؤقتة أو موجهة، ولكنها آلية ضغط استراتيجي ومنهجي على روسيا.
وعلى أن تخفيف العقوبات يُنظر إليه على نطاق واسع كعنصر من عناصر التسوية المحتملة في أوكرانيا، فإن تنبؤ بوتين القاتم يشير إلى أنه لا يعتقد أن صفقة ستكون قيد التنفيذ.
وقد أشار بوتين مراراً منذ ديسمبر الماضي، عندما طرح لأول مرة علناً احتمال وقف إطلاق النار في أوكرانيا، أن أي هدنة من هذا النوع ستمنح أوكرانيا فترة تنفس وهو ما سيسمح لها بإعادة تشكيل قواتها، وبالتالي يصبح من الصعب على روسيا التقدم في الوقت الذي تحقق فيه القوات الروسية مكاسب ثابتة.
كما أوضح البيان الروسي حول المكالمة أمس، أن بوتين سيتفق على وقف إطلاق النار فقط إذا قامت الدول الغربية أولاً بسحب المساعدات العسكرية ومشاركة المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا. 
وهذا يعني ليس فقط المساعدات والاستخبارات الأمريكية، التي أوقفها ترامب مؤقتاً قبل أن يعيدها، ولكن أيضاً الدعم الأوروبي الذي يتعلق بضمها لحلف الناتو وهو أمر حيوي لبقاء أوكرانيا. 
مثل هذه الشروط تتجاوز ما يمكن أن يقدمه ترامب، حتى لو قرر في لحظة من السخاء تسليم أوكرانيا إلى بوتين. 
ولن تقبل كييف التسوية بهذا الشكل ولا شركاؤها الأوروبيون الذين لا يزالون ملتزمين بدعم أوكرانيا.
سذاجة رؤية ترامب 


كانت هناك مؤشرات، قبل المكالمة الهاتفية، أن البيت الأبيض كان يفكر في الاعتراف على الأقل ببعض الأراضي التي تم ضمها (ربما شبه جزيرة القرم). 
وأشار ترامب أيضاً إلى محطات الطاقة النووية (محطة زابوريجيا الرئيسية) باعتبارها من المرجح أن تكون ورقة مساومة في المفاوضات مع الروس.
بعيداً عن التجارة الكئيبة في أراضي الآخرين التي تفرضها مثل هذه المفاوضات، من غير المرجح أن تلبي هذه التنازلات في الواقع مطالب بوتين، الذي يضع نصب عينيه الانتصار العسكري في أوكرانيا. 
توجه ترامب قصير النظر، وانشغاله بالنتائج الفورية، وافتقاره الواضح للالتزام بأمن أوكرانيا وأوروبا على المدى الطويل، يوفر له موقفاً تفاوضياً ضعيفاً جداً. 
ولهذا السبب، على الرغم من تباهيه بأن صفقة باتت قريبة، فشل في تحقيق اختراق يوم أمس.
وضع الحرب الأوكرانية على الجليد
وافق الجانب الأوكراني الذي لديه فهم أفضل لنوايا بوتين مما يستطيع ترامب أن يجمعه، على اقتراح وقف إطلاق النار الأمريكي بالضبط لأنهم أرادوا أن يظهروا لترامب أن إيمانه الساذج في صنع الصفقات لن ينجح مع شخص مثل بوتين. 
الرئيس الروسي يحترم القوة ويحتقر التبجح والتردد الذي تميز به نهج البيت الأبيض في حرب أوكرانيا منذ 20 يناير عندما تولى ترامب منصبه. 
لقد قدم بوتين رفضه لاقتراح وقف إطلاق النار الأمريكي في شكل تنازلات سطحية. 
الأول هو موافقته الظاهرة على وقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة 
الأوكرانية لمدة ثلاثين يوماً، بشرط أن يفعل الأوكرانيون الشيء نفسه ويتوقفوا عن هجماتهم بالطائرات المسيرة ضد مصافي النفط الروسية وناقلات النفط. 
الثاني هو استعداده للعودة إلى المفاوضات بشأن الأمن البحري في البحر الأسود. 
تهدف التنازلات التي قدمها بوتين، إلى إنقاذ وجه الرئيس ترامب، الذي وضع سمعته كصانع للسلام على المحك ليحقق عملياً لا شيء. 
وتظل جائزة نوبل للسلام بعيدة المنال في الوقت الحالي. 
ولكن هناك جائزة تعزية في الطريق، حيث اقترح فلاديمير بوتين تنظيم مباريات هوكي بين روسيا وأمريكا وقد وافق ترامب. 
هذه بالتأكيد طريقة لوضع الحرب على الجليد

  

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"