الازدحامات المرورية

02:52 صباحا
قراءة دقيقتين

سلام أبوشهاب

عوامل كثيرة تعمق مشكلة الاختناقات والازدحامات المرورية على الشوارع الرئيسية، وتشكل تحدياً رئيسياً في بعض المدن الكبرى مما يتطلب حلولاً جذرية وسريعة للحد من معاناة مستخدمي الطرق، بينما تكون في مناطق أخرى مؤقتة ولفترة محددة مرتبطة بذروات معينة سرعان ما تنتهي دون أي معاناة. وأياً كانت طبيعة ونوعية الازدحام المروري، يجب الاهتمام به لجهة تنفيذ حلول ناجحة بمشاركة مختلف القطاعات والجهات ذات العلاقة.
في ذروة الازدحام المروري يستغرق قطع مسافة 10 كيلومترات أكثر من ساعة وأحياناً ساعتين، بينما في الوضع الطبيعي لا تستغرق أكثر من 7 دقائق، وبالتالي هناك وقت مهدر يقضيه الأفراد على الطرقات للوصول إلى الأماكن المستهدفة وقد يطول هذا الوقت، ما يؤثر في جودة الحياة، وهي مشكلة عالمية لا تقتصر على مدينة أو دولة دون غيرها، إلا أنها نسبية تختلف بين منطقة وأخرى.
أحد العوامل المهمة التي تزيد من حدة الازدحامات المرورية، امتلاك أكثر من مركبة عند نسبة كبيرة من السكان، وأحياناً يصل الأمر إلى امتلاك شخص واحد 4 سيارات مسجلة باسمه، ما يرفع إجمالي عدد المركبات على الطرق، وإعادة النظر في عدد السيارات المسموح بتسجيلها للشخص الواحد قد يساعد على إيجاد حلول لهذه القضية، خاصة في ظل الزيادة المطردة في عدد السكان.
على الرغم من الانتشار المتزايد للدراجات الهوائية والكهربائية والتي تعتبر واحدة من الحلول المعقولة للحد من أعداد المركبات على الطرق إلا أن استخدام الدراجات بمختلف أنواعها مقتصر على فئات معينة ومحددة وللرفاهية، ونادراً ما تستخدم في الانتقال إلى أماكن العمل، وبالتالي ما زالت وسيلة الدراجات لا تشكل حلاً فاعلاً للحد من الازدحامات المرورية، نظراً لصعوبة استخدام الدراجات على سبيل المثال خلال أشهر الصيف التي تمتد إلى نحو 6 أشهر.
تعتبر حافلات النقل العام من أنجح الحلول المناسبة إلا أنها ما زالت لا تغطي جميع المناطق السكنية ما يدفع السكان إلى استخدام السيارات الخاصة، والتوسع في خطوط حافلات النقل العام لتشمل جميع المناطق مع توفير حافلات نقل صغيرة الحجم يسهل على السكان استخدام الحافلات بدلاً من السيارات الخاصة في الوصول من وإلى أماكن العمل.
مطلوب حلول ناجعة وسريعة ومنها التوسع في الشبكة المرورية بتنفيذ العديد من المشاريع لزيادة سعة الشوارع من المركبات وذلك بإضافة حارات جديدة، وإنشاء المزيد من الجسور والأنفاق التي من شأنها أن توفر انسيابية أفضل في الحركة المرورية، وتطبيق أنظمة ذكية لإدارة الحركة المرورية، مثل الإشارات الضوئية المتكيفة مع كثافة المركبات، وهذا من شأنه أن يساعد كثيراً على حل مشكلة الاختناقات المرورية.

[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"