العشر الأواخر

01:57 صباحا
قراءة دقيقتين

ها قد مر شهر رمضان، خير شهور السنة مسرعاً كعادته، وها قد دخلنا إلى أفضل أيام هذا الشهر الفضيل وأفضل أيام السنة كلها، عشرة أيام فيها ليلة كألف شهر، ليلة من أقامها كأنه أقام أكثر من ثمانين سنة من العبادة، فكيف يفرّط عاقل في هذه الليالي المباركة؟ كيف له أن يلتفت إلى أمور ثانوية من أمور الدنيا ومشاغلها ويترك أعظم الليالي؟
ينال شرفها وإدراكها المحظوظ الفطن الذي استثمر وقته في النظر إلى مصحفه، وحافظ على الصلاة في وقتها، وهو مدرك مضاعفة الأجور في هذا الشهر الكريم، وبادر كذلك بالصدقات وإطعام المساكين.
وما ورد في فضل هذه الليلة: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«مَن يَقُمْ ليلةَ القَدْرِ إيماناً واحتساباً، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنبِه».
شهر رمضان هو أعظم الشهور عند الله تعالى، وأعظم الليالي فيه ليلة القدر.
بسم الله الرحمن الرحيم «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ».
افتتح الله تعالى السورة الكريمة، مخبراً بأنه تعالى أنزل القرآن في ليلة القدر من شهر رمضان، ثم عّظم شأنها قائلاً: وما أعلمك يا محمد أي شيء ليلة القدر؟ ثم يبين سبحانه وتعالى مظاهر فضلها، فقال: ليلة القدر في خيرها وبركتها وثواب الأعمال فيها: أفضل من ألف شهر.
ونحمده تعالى على أن أعاننا على صوم شهر رمضان، وندعوه أن ندرك ليلة القدر، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام والطاعات.
[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"