يوم الحياة

01:59 صباحا
قراءة دقيقتين

ما الذي يميّز يوم 21 مارس عن غيره؟ وما الذي يميزه في هذا العام عن سابقيه؟
هو يوم الأسرة، ويوم الأم، ويوم الشعر، يوم الأشياء الجميلة مجتمعة.
الأسرة التي لا يشبهها كيان على وجه الأرض غيرها، فهي لبنة الحب الأولى التي منها تتوضح كل شخصية بما لها وما عليها، هي مشروع الحب الأول لكل فرد في أي مجتمع، مصدر الأمن والأمان، ومرتع الطمأنينة والسلام.
الأسرة هي الأب في قوته وصلابته وتحنانه، في قدرته على انتشال أفراد أسرته من الضعف إلى القوة، ومن الحاجة إلى الاكتفاء، ومن الكآبة إلى المرح، الأب القادر على صياغة مفهوم الأسرة بفضل ظله الذي يمتد ولا يخيب.
هي الأم في استحالة وصفها، فهي العصية على التشبيه، الوحيدة القادرة على جعل المستحيل ممكناً، الحنونة التي لا ينبض قلب إلا حين يكون حضنها ملجأه الأول، ولا ينطق لسان بالمحبة إلا حين يكون بعينها، هي الطبيب والمربي والمعلم الأول.
الأسرة هي الأخ في سنده وقوة كتفه التي يستند إليها بقية أفراد أسرته. الأخ الذي لا يستهان بالصعاب إلا في وجوده.
الأسرة هي الأخت التي مهما كبر إخوتها تظل تنظر إليهم باعتبارهم أبناءها، هي الخيمة الآمنة ومستودع الأسرار، وصديقة الحياة.
الأسرة التي تتجمل بوجود الجد والجدة باعتبارهما مصدر الحكمة، وملخص التجارب الحياتية، وصواب الرأي، وطاقة الحب والحنان المتجددة التي لا تنضب.
21 مارس هو يوم الشعر الذي قاد الشعوب، ونقل الأخبار، وأسقط الساسة، وغيّر مسيرات حكومات حين كان صوت الإعلام قبل وسائل الإعلام، ومصدر الخبر قبل قنوات الأخبار، وصوت الأغنية قبل أشرطة الكاسيت، ومحطة السفر قبل المطارات.
يوم ضم كل جميل، لكنه يقترب اليوم بغصة كبيرة في ظل الظروف التي نعيشها في الحروب والتغيرات السياسية، فالأم في بلدان عربية تعاني باتت فاقدة أو مفقودة، شهيدة أو مقتولة، مكلومة أو ثكلى، تنتظر عودة طفل أو زوج أو أب أو أخ أو أخت، تنتظر فرحاً آتياً بانتهاء الحروب وتوقف آليات القتل والدمار، أو أن أحبتها ينتظرون عودتها بعد رحيل أبدي ويحلمون به.
[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"