إن طاقة رمضان من أعظم الطاقات في الكون. وللمسلمين في الشهر الكريم عادات مختلفة يحرصون عليها وتختلف عن كل شهور السنة.. فهو شهر البركة والغفران والعطاء، يتسابق فيه المسلمون لنيل رضا الخالق عز وجل وكسب الأجر العظيم.
يقول عبد الله ناصح علوان في كتاب «فضائل الشهر وأحكامه»: من خلال إفطار الصائم، تزداد روابط المحبة والود بين المسلمين، والرسول الكريم خير مثال على ذلك حيث كان من أخير البشر وقد كانت معاملته طيبة مع الجميع، خصوصاً مع مطعميه في الشهر الكريم، معاملة يغلب عليها الحب والتواضع والكرم والجود، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وأجود ما يكون في شهر رمضان، لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة، فما أروعها من طاقات ملائكية نورانية للنبي صلى الله عليه وسلم. ومن فضل إطعام الصائم، أن معاملة المطعمين بمودة ورحمة وحب، تمثلاً بنبينا الكريم، سبب في دخول الجنة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا»، كما أنها شكر ملموس على نعم الله وعطاياه على عباده سواء من الطعام أو الشراب وفي إفطار الصائم أيضاً عتق من نار جهنم، فعن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من فطَّر صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء»، قلنا: يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يعطى الله هذا الثواب من فطر صائماً على تمرة أو مذقة لبن أو شربة ماء ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة» رواه ابن خزيمة.
ومن السنة الدعاء لمن فطر صائماً، حيث تصلي عليهم الملائكة وتدعو لهم.
وفي رواية لأبي الشيخ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من فطر صائماً في شهر رمضان من كسب حلال صلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها وصافحه جبريل ليلة القدر ومن صافحه جبريل عليه السلام يرق قلبه وتكثر دموعه، قال: فقلت يا رسول الله، من لم يكن عنده؟ قال: فقبضة من طعام، قلت: أفرأيت إن لم يكن عنده؟ قال: فشربة من ماء.
وعن أنس رضى الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى سعد بن عُبادة، فجاء بخبز وزيت، فأكل، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكُم الملائكة» وفي حديث سعد بن عبادة، زاره النبي صلى الله عليه وسلم وأكل عنده وقال: «أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة» ويستحب الدعاء لمن أكل عنده أن يقال: أكل طعامكم الأبرار وأفطر عندكم الصائمون وصلت عليكم الملائكة وفي حديث آخر رواه مسلم في الصحيح دعا بدعاء آخر قال: اللهم بارك لهم فيما رزقتهم، واغفر لهم وارحمهم، فإذا أكل الإنسان عند أخيه يدعو له يقول: اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم، أكل طعامكم الأبرار وأفطر عندكم الصائمون وصلت عليكم الملائكةن.
كما أن السلف الصالح كانوا يحرصون على إطعام الطعام، فكان منهم من لا يفطر في رمضان إلا مع المساكين ومنهم من كان يقوم بإطعام أهله وجيرانه، وقد قال بعض السلف: «لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل».
الإفطار لا يكون للفقير فقط، بل يصح للغني أيضاً، وحثنا عليه سبحانه وتعالى ونبينا الكريم ليس من باب الصدقة وإنما من باب طلب الخير والهدية، التي تصح للغني والفقير.
المزيد من الملف
عناوين متفرقة
قد يعجبك ايضا







