باقة ثلاثية ثقافية من تلفزيون الشارقة

00:14 صباحا
قراءة دقيقتين

أوجد تلفزيون الشارقة، منذ أن بدأ بثَّه الأرضي في عام 1989، ثم بثّه الفضائي في عام 1996، ظاهرة المؤسسة الإعلامية الاجتماعية الخدمية المهنية، وفي الوقت نفسه، المؤسسة الوطنية المعنية جذرياً ورؤيةً وهدفاً بالشأن الثقافي، لا بل، يحضر تلفزيون الشارقة، على سبيل المثال، دائماً، بوصفه جهة إعلامية مشاركة تماماً في فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، ويبث باقة من البرامج الثقافية المنتظمة المعنية بالأدب، والشعر، والتوثيق، والتاريخ، والتراث الشعبي الإماراتي والثقافة الشعبية الإماراتية، والتي هي جزء أصيل من هوية المكان وذاكرته ولغته.
هذا جانب معروف ومرئي ومسموع، في مؤسسة تلفزيون الشارقة بالمعطى الثقافي.
والتلفزيون بهذا التوصيف المهني يشكل، إذاً، رافداً مهمّاً ضمن روافد مشروع الشارقة الثقافي الذي انطلق بمرحليات متصاعدة ناجحة إماراتياً، وعربياً، وعالمياً منذ أواخر سبعينات القرن العشرين، وإلى لحظة كتابة هذه السطور.
في هذا السياق الثقافي والإعلامي لتلفزيون الشارقة أُتابع على شاشته عند الإفطار، وبعده مباشرة، ثلاثة برامج متتالية، من حيث زمن البث:.. برنامج «مكتبات» وتقدّمه علياء المنصوري، و«شدو الحروف» ويقدّمه الدكتور عبدالعزيز المسلم، و«مآثر العرب» ويقدّمه الشاعر عوض بن حاسوم الدرمكي. باقة ثلاثية من الثقافة والمعرفة والتاريخ بهدوء وإقناع ومهنية إعلامية، ولا أتابع هذه الباقة التلفزيونية وحدي، بل إلى جانب عائلتي التي ألاحظ مدى انشداد أفرادها إلى هذه البرامج الثلاثة المتمحورة حول مفهوم واحد، هو ثقافي أولاً وأخيراً.
يحترم تلفزيون الشارقة كينونة العائلة ومتطلبها الثقافي، فينتج مثل هذه النماذج المعرفية التي يحترمها المشاهد بدوره، ويعتبرها جزءاً مهماً من تكونيه وبنائه الثقافي اليومي.
في برنامج «مكتبات» الذي يتزامن مع مناسبة مئوية مكتبة الشارقة العريقة، التي تعود في إنشائها وذاكرتها إلى عام 1925، تطوف الإعلامية المثقفة الشابة علياء المنصوري على أكبر وأعرق مكتبات العالم، الخازنة لكتب ومراجع ومخطوطات عالية القيمة في مسارات الثقافة العالمية، ومن بينها مسارات الثقافة العربية والإسلامية. هنا نتعرّف إلى تاريخ المكتبات، ونعود عبر البرنامج إلى قرون قديمة من التأسيس لهذه الصروح الكبرى التي تلتقي أيضاً في تاريخها مع تاريخ تأسيس جامعات عالمية، تضم مراكز للبحوث، كما تضم مراجع عربية إسلامية، كانت ذات يوم مصادر تنوير للثقافة الغربية.
«شدو الحروف» برنامج شعراء رموز وروّاد في كتابة وقول الشعر النبطي في الإمارات، والجزيرة العربية وبعض الديار العربية، مثل شعراء سيناء في مصر، والبرنامج تاريخ للشعر، كما هو تاريخ للغة الشعراء وقصصهم البطولية الفروسية، في حين يذهب بنا برنامج «مآثر العرب» إلى قيم البطولة والفروسية العربية في إطار قصصي جاذب.
تحية إلى تلفزيون الشارقة. تحية إلى هذه المؤسسة الإعلامية الثقافية المحترمة إماراتياً، وعربياً، وعالمياً.
[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"