بيروت: «الخليج»، وكالات
قُتل ستة أشخاص، بينهم طفلة، أمس السبت، جراء غارات إسرائيلية على بلدة في جنوب لبنان، بعد إعلان إسرائيل أنها تعرضت لإطلاق صواريخ من لبنان، وأنها ردت بشنّ ضربات ضد أهداف لحزب الله، الذي نفى مسؤوليته، فيما حذرت الرئاسة والحكومة اللبنانية من جر لبنان إلى مربع الحرب مجدداً.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن «غارة إسرائيلية على بلدة تولين أدت في حصيلة أولية إلى مقتل شخصين، من بينهما طفلة وإصابة ثمانية بجروح».
وقالت إسرائيل إنها اعترضت ثلاثة صواريخ أطلقت السبت من جنوب لبنان باتجاه شمال أراضيها. ولم تتبن بعد أي جهة عمليات إطلاق الصواريخ. وقال مسؤول إسرائيلي إن «ستة صواريخ أُطلقت صباح السبت على الجليل، ثلاثة منها دخلت الأراضي الإسرائيلية واعترضتها قوات سلاح الجو».
ونفى حزب الله أن تكون له «أي علاقة» بإطلاق الصواريخ، وأكد في بيان التزامه «اتفاق وقف إطلاق النار، وأنّه يقف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد».
وقبل ذلك، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس الجيش بضرب «عشرات الأهداف» في لبنان رداً على إطلاق الصواريخ.
وأعلن الجيش في بيان أنه ضرب عشرات منصات إطلاق الصواريخ لحزب الله ومركز قيادة في جنوب لبنان.
وكان قائد أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال إيال زامير تعهد أن الجيش «سيرد بشدة»، مضيفاً في بيان «يتحمل لبنان مسؤولية احترام اتفاق» الهدنة. وقال وزير الجيش الإسرائيلي كاتس «لا يمكننا السماح بإطلاق صواريخ من لبنان على بلدات الجليل»، مضيفاً «تتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية عمليات الإطلاق من أراضيها، أمرت الجيش بالرد». وأضاف «وعدنا بلدات الجليل بالأمن وهذا ما سيحصل. مصير المطلة هو نفسه مصير بيروت».
ودوّت صافرات الإنذار في ساعات مبكرة من صباح السبت في بلدة المطلة الواقعة قرب الحدود اللبنانية. وقال رئيس بلدية المطلة ديفيد أزولاي، إن 8 في المئة فقط من السكان عادوا إلى المطلّة منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ، مضيفاً أن بعض السكان غادروها السبت بعد الهجمات الصاروخية.
وأعلن الجيش اللبناني، أمس السبت، أنه فكك ثلاث منصات إطلاق صواريخ «بدائية الصنع» في جنوب البلاد، وأوضح في بيان «على أثر إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، أجرى الجيش عمليات مسح وتفتيش وعثر بنتيجتها على 3 منصات صواريخ بدائية الصنع في المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني (...) وعمل على تفكيكها».
وحذر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام من «مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة». وقال مكتبه الإعلامي إن سلام «حذر من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، لما تحمله من مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة، تعود بالويلات على لبنان واللبنانيين»، مضيفاً أنه أجرى اتصالاً بوزير الدفاع العماد ميشال منسي، شدد خلاله على «ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة، بما يؤكد أن الدولة وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلم».
كما أجرى سلام اتصالاً بالممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت، مطالباً الأمم المتحدة ب«مضاعفة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة بشكل كامل، لما يشكله هذا الاحتلال من خرق للقرار الدولي 1701، وللترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية الذي أقرته الحكومة السابقة في تشرين الماضي، ويلتزم به لبنان».
بدوره، دان الرئيس اللبناني جوزيف عون في بيان «محاولات استدراج لبنان مجدداً إلى دوامة العنف» وقال «ما حصل اليوم في الجنوب، وما يستمر هناك منذ 18 فبراير/شباط الماضي، يشكل اعتداءً متمادياً على لبنان وضرباً لمشروع إنقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون».
وحث الرئيس لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار والجيش في الجنوب اللبناني على متابعة ما يحدث بجدية قصوى لتلافي أي تداعيات وضبط أي خرق أو تسيب يمكن أن يهدد الوطن.
وكانت مصادر في الرئاسة اللبنانية قالت إن اتصالات على أعلى المستويات تجرى حالياً مع كافة الأطراف المعنية باتفاق وقف إطلاق النار لمنع تدهور الوضع جنوب لبنان.
وأعربت قوة الأمم المؤقتة في لبنان (يونيفيل) المنتشرة في جنوب لبنان السبت عن قلقها من «تصعيد محتمل للعنف».
وقالت في بيان «اليونيفيل قلقة من تصعيد محتمل للعنف» و«تحض جميع الأطراف على تجنب تقويض التقدم المحرز، خصوصاً عندما تكون حياة مدنيين والاستقرار الهش على المحك. أي تصعيد إضافي قد تكون له تداعيات وخيمة على المنطقة».
قد يعجبك ايضا







