بعد كدح وتعب بالتدريس، وانتهاء الفصل الدراسي، يستحق المعلم أن يرتاح، و«يؤجز» مع الطلبة، وخاصة في شهر رمضان المبارك، وفي الأيام الأخيرة منه، يستحق أن نغير النظام لراحة معلمينا، لكي يُقبلوا على الفصل الدراسي الجديد بحلة جديدة، وراحة نفسية كبيرة، فَمَنْ وقف على رجليه طوال الأيام والشهور الماضية، جميل حين يتلقى مكافأة بالراحة لأيام معدودة، بدلاً من الدوام الروتيني الذي لا يقدم ولا يؤخر.
حسناً فعلت وزارة التربية والتعليم حين حولت أمس المعلمين للعمل عن بعد، ووجهتهم بدخول الدورات. هذه الخطوة التي تعتبر مكافأة وتخفيفاً لأعباء العمل التربوي الذي يحتاج لتخفيف بين الحين والآخر، تعتبر تقديراً ومرونة في العمل التربوي، فالمعلم مُقَدَّر، ويبذل جهداً مضاعفاً لتحقيق أهداف المنهج الدراسي، وتفهم الإدارات المدرسية لذلك الدور ومتطلباته واغتنام الفرص للمكافأة بالأعمال الخفيفة، وإن كانت عبر «الأونلاين»، يلعب دوراً كبيراً في نفسية المعلم وإقباله على التدريس، وعلى مهنته التربوية.
والإدارات المدرسية المتفهمة مطلوبة لخلق التوازن في المنظومة التربوية والتعليمية بشكل عام، ونبذ الإدارات المتشددة في تطبيق القوانين والإجراءات، والتشدد هنا لا ينفع المنظومة، بل يمكن أن يضرها إذا دخل بدرجات عميقة بالتشدد، فيما التوازن والمرونة والتفهم إذا كانت من أبرز الخطوط الرئيسية في الإدارة المدرسية، ستجد أن المنظومة بجميع أفرادها من الطالب إلى العامل في المدرسة ويمتد أثره حتى إلى ولي الأمر، نفسيته مختلفة، وعمله وأداؤه يختلف بشكل ملحوظ، فالكل يعلم دوره المطلوب، وهي بيئة مناسبة للجميع وتحفز للإبداع والتميز.
وان كانت حالات المديرين التربويين المتشددين حالات فردية، وإدارتهم صعبة على الميدان، لا بد من إيجاد حلول مناسبة خاصة للمعلمين، تمكنهم من رفع ملاحظاتهم، وتمكن المديرين من مراجعة أدائهم واتخاذ المرونة والتفهم والتعاون المتبادل بين أطراف المنظومة ركائز أساسية في الإدارة التربوية، لتمضي مسيرة التعليم إلى أفضل محطاتها وأدائها دائماً.
وأن تبرز الإدارات المدرسية المتميزة، والتي حققت ذلك التوازن والتميز المطلوب، حتى تكون قدوة ونموذجاً للإدارات الساعية لتحقيق الأهداف ذاتها بالتميز والتمكن من آليات وفنون الإدارة التربوية.
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا







