محادثات مرتقبة في السعودية غداً لوقف حرب روسيا وأوكرانيا

تترقب روسيا المحادثات المقررة في السعودية غداً الاثنين، آملة في إحراز «بعض التقدم» بشأن وقف محتمل لإطلاق النار في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، وفق ما صرح به المفاوض الروسي غريغوري كاراسين لتلفزيون رسمي.
ويجتمع مسؤولون روس وأمريكيون وأوكرانيون وسط أجواء معقدة سياسياً وعسكرياً، ما يقلل من فرص تحقيق اختراق دبلوماسي. وتأتي هذه المحادثات في ظل تصاعد المواجهات الميدانية، حيث تفقد الرئيس الأوكراني القوات المدافعة عن مدينة بوكروفسك في شرق البلاد.
وصرح المفاوض الروسي غريغوري كاراسين لتلفزيون رسمي، أن المحادثات بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين وروس سوف تتناول وقفاً محتملاً لإطلاق النار في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
ورفضت موسكو مقترحاً أمريكياً-أوكرانياً بوقف شامل وغير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، وعرضت بدلاً من ذلك وقف الضربات الجوية على منشآت الطاقة.
ومع ذلك، استمرت الهجمات الجوية من الطرفين في الأيام التي سبقت المحادثات.
ومن المقرر أن يلتقي المفاوضون الأمريكيون مع الوفدين الروسي والأوكراني بشكل منفصل في السعودية، فيما وصفه الموفد الأمريكي كيث كيلوغ بأنه «دبلوماسية مكوكية» بين غرف الفندق.
ورغم الجهود الدبلوماسية والضغوط التي يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تبدو فرص تحقيق اختراق صعبة. وقال كاراسين لقناة «زفيزدا» التابعة لوزارة الدفاع الروسية: «نأمل تحقيق بعض التقدم». وأضاف أن المفاوضين الروس، وبينهم مستشار جهاز الأمن الفيدرالي الروسي سيرغي بيسيدا، يتعاملون مع المحادثات بروح «بناءة وإيجابية».
من جهته، قال مسؤول أوكراني إن كييف تأمل أن تسفر المحادثات «على الأقل» عن وقف الضربات على منشآت الطاقة والبنية التحتية والمرافق في البحر الأسود من كلا الطرفين. وأشار كاراسين إلى أن الوفد الروسي سيغادر إلى السعودية، اليوم الأحد، على أن يعود الثلاثاء.
وفي الوقت الذي تتهم فيه أوكرانيا موسكو بعدم السعي الجاد لتحقيق السلام، تواصلت الهجمات رغم إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء أنه أمر بوقف استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، أمس السبت، إن روسيا تحتفظ بحقها في «الرد المتكافئ» على الهجمات الأوكرانية على منشآت الطاقة الروسية.
من جانبها، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أمس السبت أن روسيا أطلقت 179 طائرة مسيرة خلال الليلة قبل الماضية. وفي زابوريجيا، لقي رجل وزوجته وابنتهما المراهقة مصرعهم إثر سقوط مسيرة على منزلهم في وقت متأخر الجمعة.
واتهم مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك روسيا بانتهاك وقف إطلاق النار مجدداً وقتل فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً بواسطة طائرة مسيرة من طراز «شاهد» الإيرانية الصنع.
وفي دونيتسك شرق أوكرانيا، أسفرت الضربات الروسية عن مقتل شخصين على الأقل، وإصابة ثلاثة آخرين، أمس السبت، بحسب حاكم المنطقة فاديم فيلاشكين.
في المقابل، شنت أوكرانيا هجمات بمسيرات على روسيا، ما أدى إلى إصابة شخصين في مدينة روستوف-نا-دونو الجنوبية.
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس السبت أنه تفقد القوات المدافعة عن مدينة بوكروفسك الاستراتيجية في شرق أوكرانيا، والتي تحاول روسيا السيطرة عليها منذ أشهر.
وكتب زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «استمعت إلى تقرير عن بوكروفسك والوضع العملياتي وتقدم المهام»، وأرفق المنشور بمقطع فيديو يظهره في مركز قيادة عسكري ويسير عبر أنفاق تحت الأرض. ولم يحدد الرئيس الأوكراني تاريخ الزيارة.
وتقدمت القوات الروسية نحو ستة كيلومترات في بوكروفسك، التي تعدّ مركزاً لوجستياً في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا. (وكالات)