بيروت: «الخليج»
ساد الهدوء الحذر الجنوب اللبناني، في اليومين الماضيين، إثر التصعيد الإسرائيلي الكبير، وشن غارات مكثفة على قرى في الجنوب والبقاع. وأجرى مسؤولون لبنانيون اتصالات مع واشنطن وباريس، لاحتواء التصعيد عند الحدود الجنوبية والحؤول دون استهداف بيروت، بينما حذّر الاتحاد الأوروبي من أن الضربات الإسرائيلية على سوريا ولبنان من شأنها أن تؤدي إلى «مزيد من التصعيد» في المنطقة.
وساد الهدوء، أمس جنوباً ولم يخرقه سوى قيام مدفعية الجيش الإسرائيلي، باستهداف أطراف بلدة شبعا، وذلك بعد تصاعد الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الساري المفعول منذ 27 نوفمبر الماضي ورفع الجيش الإسرائيلي من اعتداءاته بذرائع مختلفة، فيما تسارعت وتيرة الاتصالات لوقف التدهور، وطالب لبنان الولايات المتحدة وفرنسا الراعيتين لاتفاق وقف النار والأمم المتحدة واللجنة المشرفة على وقف النار بالتدخل والضغط على إسرائيل، لوقف غاراتها الجوية على المناطق اللبنانية، في وقت ينتظر لبنان زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان خلال الأيام المقبلة، وذلك للبحث مع المسؤولين في مواضيع الجنوب وتنفيذ اتفاق وقف النار والتحضيرات للمؤتمر الدولي لدعم لبنان، الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بهدف مساعدة لبنان في إعادة الإعمار ومعالجة الأزمة الاقتصادية. كما ينتظر وصول نائبة المبعوث الأمريكي الرئاسي لشؤون الشرق الأوسط مورغن اورتاغس إلى بيروت بعد زيارتها لإسرائيل، لمتابعة عمل لجنة الأشراف على وقف إطلاق النار ومعرفة موقف لبنان من تشكيل اللجان التقنية الثلاث التي كانت تحدثت عنها سابقاً، وتتعلق بإطلاق الأسرى اللبنانيين، وانسحاب إسرائيل، وتثبيت الحدود الدولية مع إسرائيل.
وتراهن بيروت على دور أمريكي فرنسي لاحتواء التهديد الإسرائيلي، وأفاد مسؤول لبناني، فضّل عدم الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن «رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام أجريا اتصالات مكثفة السبت مع رعاة اتفاق (وقف النار)، لخفض التصعيد، وبعد تهديدات إسرائيلية باستهداف بيروت على أثر إطلاق الصواريخ». وأضاف المصدر أن «رئيس الحكومة أكد ضرورة ضبط الأمن ومنع تكرار إطلاق الصواريخ». وتوعّدت إسرائيل لبنان بردّ قاس على الهجمات الصاروخية. وقال وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس «لا يمكننا السماح بإطلاق صواريخ من لبنان على بلدات الجليل».
ونفى «حزب الله» ضلوعه في الهجمات الصاروخية، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.
إلى ذلك، حذّرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أمس الاثنين، من القدس، من أن الضربات الإسرائيلية على سوريا ولبنان من شأنها أن تؤدي إلى «مزيد من التصعيد» في المنطقة.
وأضافت كالاس خلال مؤتمر صحفي إلى جانب وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر «يجب أن تكون الأعمال العسكرية متناسبة، والضربات الإسرائيلية على سوريا ولبنان تنذر بمزيد من التصعيد».
وبالنسبة إلى القصف الإسرائيلي المستمر والتوغلات في سوريا، قالت كالاس: «نحن نعتقد أن هذه الأمور غير ضرورية، لأن سوريا حالياً لا تهاجم إسرائيل، وهذا يغذّي التطرف المناهض أيضاً لإسرائيل، وهو ما لا نريد أن نراه»، حسب تعبيرها.
عادي
هدوء في الجنوب.. وتحذير أوروبي من تصعيد أكبر في المنطقة
لبنان يراهن على وساطة أمريكية فرنسية لاحتواء التهديد الإسرائيلي
25 مارس 2025
02:05 صباحا
قراءة
دقيقتين
عناوين متفرقة
قد يعجبك ايضا







