تظاهر مئات الفلسطينيين مساء، أمس الثلاثاء، في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة للمطالبة بوقف الحرب، ورددوا أيضاً هتافات تطالب «حماس» بالتنحي عن حكم قطاع غزة، في وقت هددت إسرائيل، بالاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة إذا لم تسلم حركة «حماس» الرهائن المحتجزين لديها، كما واصلت عمليات القصف والتدمير في مختلف أنحاء القطاع، ما تسبب بوقوع عشرات القتلى والجرحى، فيما صادق وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس على خطط عملياتية لمواصلة الحرب في غزة، في وقت حذرت وكالة «الأونروا» من خطر يهدد مليون شخص في القطاع إذا استمر توقف دخول الإمدادات الغذائية.

وتجمع المتظاهرون بشكل عفوي بجانب مخيم للنازحين في بيت لاهيا، وساروا في طرق تحيط بها أكوام ركام المباني والمنازل التي دمّرت خلال الحرب، قرب المستشفى الإندونيسي حيث رددوا هتافات منها «حماس برا برا».

وقال مجدي الذي رفض ذكر اسم عائلته إن «عشرات الشباب تجمعوا قرب خيام النازحين في بيت لاهيا وتحولت إلى تظاهرة عفوية، لأن الناس تعبت، من الحرب، ولكن أثناء السير أمام المستشفى الإندونيسي ردد البعض هتافات ضد حماس، وكفى حرباً». وأضاف «إذا كان خروج حماس من مشهد حكم غزة هو الحل فلماذا لا تتخلى حماس عن الحكم لحماية الشعب». وقال محمد وهو أحد المشاركين في التظاهرة «لا أعرف من نظم التظاهرة، أنا شاركت بشكل تلقائي، لأنها فرصة لتوجيه رسالة للعالم أن الشعب يقول كفى حرباً». وأضاف «رأيت عدداً من أمن حماس بلباس مدني وقاموا بتفريق التظاهرة». ووجه ناشطون على تليغرام دعوة إلى المشاركة في تظاهرة مماثلة في مواقع عدة في قطاع غزة، اليوم الأربعاء.

من جهة أخرى، ارتفع إلى 37 عدد القتلى الذين ارتقوا في سلسلة من الغارات الجوية المستمرة على القطاع منذ ساعات الفجر. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن 792 فلسطينياً قتلوا منذ استئناف الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة. وقالت الوزارة في بيان «حصيلة الضحايا منذ 18 مارس/آذار 2025 بلغت 792 قتيلاً و1663 مصاباً». وبحسب الوزارة ارتفعت حصيلة القتلى منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 50144 قتيلاً و113704 مصابين.
ومن جهته، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، أن الجيش الإسرائيلي اختطف 15 من أفراد الإسعاف والدفاع المدني أثناء تأدية عملهم بمدينة رفح، داعياً إلى ضغط دولي عاجل على تل أبيب للإفراج عنهم فوراً.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء مسؤوليته عن قتل صحفي متعاون مع قناة الجزيرة في قطاع غزة يوم الاثنين، مدعياً أنه كان «قناصاً» تابعاً لحركة «حماس». وقال الجيش في بيان«الجيش الإسرائيلي والشاباك قتلا حسام باسل عبد الكريم شبات، وهو قناص من كتيبة بيت حانون التابعة لتنظيم حماس، وكان يعمل أيضاً كصحفي في قناة الجزيرة» القطرية.
وادعى أن«شبات نفذ عمليات مسلحة وشارك في نشاطات ضد قوات الجيش الإسرائيلي ومدنيين».
في غضون ذلك، حذرت وكالة «الأونروا» أمس الثلاثاء من خطر بقاء أكثر من مليون شخص في قطاع غزة بدون سلال غذائية. وقالت«الأونروا» في منشور عبر«فيسبوك» إن«أكثر من مليون شخص في غزة معرضون لخطر تركهم بدون طرود غذائية، إذا لم يُسمح بدخول الإمدادات»، وفقاً لموقع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.
وأضافت أن«الحصار المستمر يزيد الأزمة الإنسانية سوءاً»، مشددة على ضرورة أن ينتهي هذا الحصار.
إلى ذلك، صادق وزير الجيش الإسرائيليّ، يسرائيل كاتس، أمس الثلاثاء، على خطط عملياتية، لاستمرار حربه على غزة، خلال زيارة أجراها إلى مقرّ فرقة غزة جنوبيّ إسرائيل، برفقة نائبه تمير يداي، وقائد المنطقة الجنوبية يانيف آسور، وقائد فرقة غزة باراك حيرام، وقائد الفرقة 252 يهودا فاح. وخلال تصريحات أدلى بها خلال ذلك، قال كاتس:«جئت إلى هنا لأرى القتال، وإعداد قوات الجيش الإسرائيلي عن قرب في الميدان، استعداداً لعملية اتخاذ القرار لاحقاً».
وأضاف: «هدفنا الرئيسي الآن هو إعادة جميع المحتجزين إلى ديارهم، وإذا استمرت حماس في رفضها، فإنها ستدفع ثمناً باهظاً بشكل متزايد من خلال الاستيلاء على الأراضي، وإحباط العمليات، و(تدمير) البنية التحتية، حتى هزيمتها بشكل كامل». (وكالات)