عادي

عذب الكلام

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

إعداد: فوّاز الشعّار
لُغتنا العربيةُ، يُسر لا عُسرَ فيها، تتميّز بجمالياتٍ لا حدودَ لها ومفرداتٍ عَذْبةٍ تُخاطب العقلَ والوجدانَ، لتُمتعَ القارئ والمستمعَ، تُحرّك الخيالَ لتحلّقَ بهِ في سَماءِ الفكر المفتوحة على فضاءات مُرصّعةٍ بِدُرَرِ الفِكر والمعرفة. وإيماناً من «الخليج» بدور اللغة العربية الرئيس، في بناء ذائقةٍ ثقافيةٍ رفيعةٍ، نَنْشرُ زاوية أسبوعية تضيءُ على بعضِ أسرارِ لغةِ الضّادِ السّاحِرةِ.

في رحاب أمّ اللغات

من بدائع تجنيس التصريف، وهو أن تنفرد كلّ كلمة من الكلمتين عن الأخرى بحرف، كقول محمد بن أبي الموج:

للهِ ما صَنَعَتْ بنا

تِلكَ المَحاجِرُ في المَعاجِرِ

أمْضى وأرْهَفُ في القلو

بِ من الخَناجرِ في الحَناجرِ

ولَقَدْ تَعِبْتُ بِبَيْنها

تَعَبَ المُهاجرِ في الهَواجرِ

وقول الشريف الرضي:

لا يُذْكَرُ الرَّمْلُ إلّا حَنَّ مُغْتَرِبٌ

له بِذي الرَّمْلِ أوطارٌ وأوطانُ

إذا تَلَفَتُّ في أطْلالها ابْتَدَرَتْ

لِلْقَلْبِ والعَيْنِ أمْواهٌ ونيرانُ

دُرَرُ النّظْمِ والنَّثْر

خَيالٌ يَعْتَريني

البُحتري

من «الوافر»

خَيالٌ يَعْتَريني في المَنامِ

لِسَكْرى اللَّحْظِ فاتِنَةِ القَوامِ

لِعَلْوَةَ إِنَّها شَجَنٌ لِنَفْسي

وبَلْبالٌ لِقَلْبي المُسْتَهامِ

إِذا سَفَرَتْ رَأَيْتَ الظَّرْفَ بَحْتاً

ونارَ الحُسْنِ ساطِعَةَ الضِّرامِ

تَظُنُّ البَرْقَ مُعْتَرِضاً إِذا ما

جَلا عَنْ ثَغْرِها حُسْنُ ابْتِسامِ

كَنَوْرِ الأُقْحُوانِ جَلاهُ طَلٌّ

وسِمْطِ الدُّرِّ فُصِّلَ في النِّظامِ

سَلامُ اللهِ كُلَّ صَباحِ يَوْمٍ

عَلَيْكِ وَمَنْ يُبَلِّغُ لي سَلامي

لَقَدْ غادَرتِ في جَسَدي سَقاماً

بِما في مُقْلَتَيْكِ مِنَ السَّقامِ

لَئِنْ قَلَّ التَّواصُلُ أَوْ تَمادى

بِنا الهِجْرانُ عاماً بَعْدَ عامِ

فَكَمْ مِنْ نَظْرَةٍ لي مِنْ قَريبٍ

إِلَيْكِ وزَوْرَةٍ لَكَ في المَنامِ

أَأَتَّخِذُ العِراقَ هَوىً وداراً

ومَنْ أَهْواهُ في أَرْضِ الشَّآمِ

من أسرار العربية

تأنيث الصفات: اسم الفاعل، بإلحاقِ الهاءِ به، مثلُ: عالمٌ: عالمةٌ، بائعٌ: بائعةٌ، رائعٌ: رائعةٌ. كاتبٌ: كاتبة. على وزن فَعْلان: فَعْلى: عَطشان: عَطْشى. حَيْران: حَيْرى. على وزن أفْعَل: فَعْلاء: أصْفر: صفْراء. أحْمَر: حَمْراء، أبْيض: بيْضاء. أفْعُل التفضيل، مؤنّثها فُعْلى: أصْغَر - صُغْرى، أكْبَر - كُبْرى. صيغ المبالغة، على وزن فَعّالة، تُستعملُ للمذكّر والمؤنّث: رجلٌ علّامةٌ، امرأةٌ علّامةٌ. على وزن مِفْعال، تُستعملُ للمذكّر والمؤنّث، نحو: رجلٌ مِفْضالٌ ومِعْطاءٌ، امرأةٌ مِفْضالٌ ومِعْطاءٌ. على وزن فَعُول، تُستعملُ للمذكّر والمؤنّث، نحو: رجلٌ غَيورٌ، وامرأةٌ غَيورٌ. على وزن فَعِيل بمعنى اسم المفعول، تُستعملُ للمذكّر والمؤنّث: رجلٌ جريحٌ، وامرأةٌ جريحٌ. على وزن مِفْعل، تُستعملُ للمذكّر والمؤنّث: رجلٌ مِغشمٌ، وامرأةٌ مِغشمٌ.

هفوة وتصويب

كُثر لا يفرّقون بين فعلي «احتفل» و«احتفى».. الفعل احتفل لا يأتي إلّا للجمع، أما «احتفى»، فللمفرد، وفي صحيح اللغة: حَفَلَ القومُ واحْتَفَلوا، أي اجتَمعوا واحتشدوا. وعنده حَفْلٌ من النّاس، أي جَمْعٌ. ومُحْتَفَلُ النّاس: مُجْتَمَعُهُم. وضَرْعٌ حافِلٌ، أي ممتلئٌ لبناً. وشعبةٌ حافِلٌ ووادٍ حافِلٌ، إذا كثر سَيْلُهُما.

أمّا «حَفِيَ»، فلا تأتي إلّا للمفرد: حَفِي فلانٌ بفلان حِفْوة إذا بَرَّه وأَلْطَفه وبالَغَ في إكْرامه.. والحَفِيُّ هو اللطيف بك يَبَرُّكَ ويُلْطِفك ويَحْتَفِي بك. ويقال: فلان بي حَفِيٌّ إذا كان مَعْنِيّاً، قال الأَعشى:

فَإِن تَسأَلي عَنّي فَيا رُبَّ سائِلٍ

حَفِيٍّ عَنِ الأَعشى بِهِ حَيثُ أَصعَدا

من حكم العرب

لَيْسَ اللّسانُ على الصّداقةِ شاهداً

إنَّ القُلوبَ على القُلوبِ شَواهِدُ

لا تَفْقِدَنَّ صَداقةً بَلْ كُنْ لها

مُتفقِّداً فَلَكَمْ بَكاها الفاقِدُ

البيتان لأبي الفضل الوليد، يقول فيهما إن الصداقة الحقيقية، بالأفعال الطيّبة المخلصة، وليست بالكلام المعسول، الذي لا قيمة له في كثير من الأحيان، لذلك علينا أن نتمسّك بها، لأنّها إذا راحت، فستورث أسى وألماً.

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"