عادي

الجيش الإسرائيلي يتراجع عن روايته ويعترف بقتل مسعفين في غزة

16:59 مساء
قراءة 3 دقائق
الجيش الإسرائيلي يتراجع عن روايته ويعترف بقتل مسعفين في غزة


قدم الجيش الإسرائيلي تفاصيل جديدة غيرت روايته الأولى عن ملابسات مقتل 15 من المسعفين وموظفي الإغاثة قرب رفح جنوب قطاع غزة الشهر الماضي، لكنه قال إن المحققين لا يزالون يفحصون الأدلة، فيما كشف الناجي الوحيد من العملية عن تفاصيل جديدة حول الحادث الذي لاقى ردود فعل عالمية واسعة.
وقُتل 15 من المسعفين ورجال الطوارئ بالرصاص في 23 مارس/ آذار ودفنوا في قبر جماعي ضحل حيث عثر مسؤولون من الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني بعدها بأسبوع على جثثهم بينما لا يزال رجل في عداد المفقودين.
وقال الجيش الإسرائيلي في البداية إنه فتح النار على مركبات اقتربت على نحو «مريب» من موقعه في الظلام دون أنوار أو علامات. وأضاف أنه قتل تسعة مسلحين من حركة حماس وحركة الجهاد كانوا يتنقلون في مركبات تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني. ولا يزال رجل آخر مفقوداً.

ـ الناجي الوحيد


لكن الهلال الأحمر الفلسطيني نشر تسجيلاً مصوراً مصدره الهاتف المحمول لأحد القتلى يظهر أن المسعفين كانوا يرتدون زيهم المميز في سيارات إسعاف وشاحنات إطفاء تحمل شعارات واضحة وأنوارها مضاءة وهم يتعرضون لإطلاق النار من الجنود.
كما قال مسعف في الهلال الأحمر الفلسطيني يدعى منذر عابد هو الناجي الوحيد من الواقعة إنه رأى جنوداً يفتحون النار على مركبات طوارئ تحمل علامات واضحة.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي في وقت متأخر من مساء السبت إن المحققين يفحصون التسجيل المصور، ومن المتوقع تقديم ما خلصوا إليه لقيادات الجيش الأحد.
وأضاف أن التقرير الأولي الوارد من الميدان لم يصف الأضواء، لكن المحققين يدرسون «معلومات عملياتية» ويحاولون فهم ما إذا كان ذلك ناتجاً عن خطأ من الشخص الذي أعد التقرير الأولي. وأردف «ما نفهمه حالياً هو أن الشخص الذي قدم التقرير الأولي مخطئ. ونحاول فهم السبب».
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن إفادات من الجيش إن القوات حددت أن ستة على الأقل من القتلى ينتمون لجماعات مسلحة. لكن المسؤول رفض تقديم أي أدلة أو تفاصيل على كيفية تحديد ذلك قائلاً إنه لا يرغب في نشر معلومات سرية.

ـ مطالب أممية


طالبت الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني بإجراء تحقيق مستقل في هذه الواقعة.
وقال مسؤولون من الهلال الأحمر إن 17 مسعفاً وعاملاً بالطوارئ من الهلال الأحمر والدفاع المدني والأمم المتحدة أرسلوا للموقع بناء على تقارير بوجود مصابين بعد ضربات جوية إسرائيلية.
وبخلاف عابد الذي احتجز لعدة ساعات قبل الإفراج عنه لا يزال أحدهم مفقوداً.
وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن المعلومات المتاحة تشير إلى أن القوات الإسرائيلية قتلت أحد أفراد الفريق، كما قُتل أفراد آخرون من فرق الطوارئ والمساعدات واحداً تلو الآخر على مدى عدة ساعات في أثناء بحثهم عن زملائهم المفقودين.

* إطلاق النار


صرح المسؤول العسكري بأن النتائج الأولية للتحقيق أظهرت أن القوات أطلقت النار على مركبة الساعة الرابعة صباحاً تقريباً، ما تسبب في مقتل عنصرين من قوات الأمن الداخلي التابعة لحماس واعتقال آخر، وقال المسؤول إن المعتقل اعترف في أثناء التحقيق معه بانتمائه لحماس.
وأضاف أنه مع مرور الوقت مرت عدة مركبات على الطريق حتى الساعة السادسة صباحاً تقريباً حين تلقت القوات إشارة من المراقبة الجوية باقتراب مجموعة سيارات مثيرة للريبة.
وقال المسؤول «اعتقدوا أن هذا حادث آخر مشابه لما حدث الساعة الرابعة صباحاً، ففتحوا النار».
وأضاف أن لقطات المراقبة الجوية أظهرت أن القوات أطلقت النار من مسافة بعيدة، ونفى التقارير التي تفيد بأن القوات صفدت بعض المسعفين على الأقل وأطلقت النار عليهم من مسافة قريبة.
وقال «لم يكن إطلاق النار من مسافة قريبة. لقد أطلقوا النار من بعيد. لا يوجد أي سوء معاملة للناس هناك».
وأضاف أن الجنود اقتربوا من المجموعة التي أطلقوا النار عليها، وحددوا هوية بعضهم على الأقل على أنهم مسلحون. ومع ذلك، لم يوضح الدليل وراء هذا التقييم.
وأشار إلى أن القوات أبلغت الأمم المتحدة بالحادث في اليوم نفسه، وغطت الجثث في البداية بشباك تمويه إلى أن يتم نقلها. وقال «لم تحدث أي واقعة حاول فيها جيش الدفاع الإسرائيلي التستر. بل على العكس، اتصلوا بالأمم المتحدة فوراً».

ـ سحق سيارات الإسعاف


وأضاف أنه بعد ذلك، مع عدم حضور الأمم المتحدة فوراً لنقل الجثث، غطاها الجنود بالرمل لمنع الحيوانات من الاقتراب منها. وقال إن مركبة ثقيلة تستخدم في الأعمال الهندسية دفعت السيارات بعيداً لإخلاء الطريق، لكنه لم يقدم تفسيراً لسحق السيارات ثم دفنها.
وأكدت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أنها أُبلغت بمكان الجثث، لكن إسرائيل منعت الدخول إلى المنطقة لعدة أيام. وأضافت أن الجثث دُفنت بجوار المركبات المحطمة، وهي سيارات إسعاف تحمل علامات واضحة وشاحنة إطفاء وسيارة تابعة للأمم المتحدة.

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"