عادي

الموت يغيب حائز نوبل للآداب البيروفي ماريو فارغاس

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

توفي أمس الأول، الأحد، الكاتب الإسباني البيروفي ماريو فارغاس يوسا الحائز جائزة نوبل للآداب لعام 2010، عن 89 عاماً في ليما، حيث كان يقيم بعيداً عن الحياة العامة، وفق ما ذكرت عائلته، وتمثل وفاة يوسا عضو الأكاديمية الفرنسية في 2021، نهاية حقبة الجيل الذهبي للأدب في أمريكا اللاتينية، حيث كان آخر ممثليه الكبار.
يشكّل رحيل الكاتب نهاية حقبة الجيل الذهبي للأدب في أمريكا اللاتينية، فهو آخر الشخصيات البارزة الباقية من جيل القرن العشرين، وهم بمعظمهم كُتّاب استخدموا الواقعية السحرية لنقد المجتمع، وكثيراً ما كتبوا من المنفى.
وأعلن أبناء الراحل، ألفارو وغونزالو ومورغانا فارغاس يوسا، «أنه وبحزن عميق نعلن وفاة والدنا ماريو فارغاس يوسا في ليما، بهدوء ومحاطاً بعائلته».
نالت أعمال فارغاس إعجاباً كبيراً حول العالم بفضل طريقة تجسيده للحقائق الاجتماعية، كما يعد فارغاس إلى جانب الكولومبي غارسيا ماركيز، والأرجنتيني خوليو كورتازار، والمكسيكيين كارلوس فوينتس وخوان رولفو، من أبرز الكُتّاب اللاتينيين الكبار.
واجه فارغاس يوسا الذي انتخب عضواً في الأكاديمية الفرنسية عام 2021، انتقادات من الدوائر الفكرية في أمريكا الجنوبية بسبب مواقفه المحافظة. وقال الأديب الراحل قبيل تسلمه جائزة نوبل في 2010: «نحن في أمريكا اللاتينية حالمون بطبيعتنا، ونواجه صعوبة في التمييز بين الواقع والخيال. ولهذا السبب لدينا موسيقيون وشعراء ورسامون وكُتّاب بارعون، وكثير من القادة السيئين».
تُرجمت روايات فارغاس يوسا المحب للغة الفرنسية، إلى حوالي ثلاثين لغة، وكان أول كاتب أجنبي يدخل مجموعة «بلياد» المرموقة خلال حياته في 2016، وكان الكاتب البيروفي الذي حصل على الجنسية الإسبانية في 1993، قد قدم قبل بضع سنوات أحدث أعماله بعنوان «النظرة الهادئة (لبيريز غالدوس)»، وهي مقالة أدبية عن الكاتب الإسباني بينيتو بيريس غالدوس.
ولد فارغاس يوسا في أريكيبا في جنوب بيرو في 28 مارس/آذار 1936 لعائلة من الطبقة المتوسطة، ونشأ على يد والدته وعائلتها في بوليفيا ثم في بيرو. بعد دراسته بالأكاديمية العسكرية في ليما، حصل على شهادة في الأدب واتخذ خطواته الأولى في الصحافة.
وانتقل في 1959 إلى باريس، حيث أمضى سنوات «حاسمة»، كما كتب في مقدمة أعماله المنشورة في مجموعة «بلياد». وفي العاصمة الفرنسية كتب فارغاس يوسا أولى رواياته. وكان يقول إنه «بفضل (الأديب الفرنسي غوستاف) فلوبير» تعلم أسلوب العمل الذي يناسبه وكيفية أن يصبح «الكاتب الذي أراد أن يكون».
وفي باريس أيضاً، حيث كان فارغاس يوسا مترجماً ومعلماً للغة الإسبانية وصحفياً في وكالة الأنباء الفرنسية، تزوج من خوليا أوركيدي، التي كانت تكبره بعشر سنوات، والتي ألهمت المؤلف لاحقاً لكتابة «العمة خوليا والكاتب». وبعد سنوات قليلة انفصل عنها وتزوج قريبته باتريشيا يوسا، وأنجب منها ثلاثة أبناء وظل معها لمدة 50 عاماً.
من أبرز أعمال الراحل الكبير: (المدينة والكلاب) و(البيت الأخضر) و(بانتاليون والزوار) و(السمكة في الماء) وغيرها.

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"