غزة - أ ف ب
أعلنت حركة «حماس» الفلسطينة، الاثنين، أنها تدرس «بمسؤولية عالية» مقترحاً تسلّمته من الوسطاء بشأن وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة أنها ستردّ على هذا المقترح خلال 48 ساعة، فيما وصفه مسؤولون بالحركة بأنه يتجاوز «الخطوط الحمر».
وقالت الحركة في بيان، إنّ «قيادة الحركة تدرس بمسؤولية وطنية عالية المقترح الذي تسلّمته من الإخوة الوسطاء، وستقدّم ردّها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه».
وشدّدت «حماس» في بيانها على «ضرورة أن يحقّق أيّ اتفاق قادم وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من غزة، والتوصّل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جادّ للإعمار، ورفع الحصار» عن القطاع الفلسطيني.
وكان مصدر قيادي في «حماس» قال إنّ «مصر نقلت لحماس اقتراحاً إسرائيلياً يتضمّن الإفراج عن نصف الأسرى الأحياء في الأسبوع الأول، ونزع سلاحها كشرط لوقف النار الدائم».
مشاورات معمقة
وتوقع قيادي في «حماس» أن تسلم الحركة للوسطاء في مصر وقطر، ردها خلال الثماني والأربعين ساعة المقبلة، موضحاً أن «مشاورات معمقة وبمسؤلية وطنية عالية لاتزال مستمرة ضمن الأطر القيادية للحركة، ومشاورات مع فصائل المقاومة لبلورة موقف موحد».
وشدّد المصدر القيادي في على أنّ «سلاح الحركة خط أحمر»، مشيراً إلى أنّ الاقتراح يتضمّن «نزع سلاح حماس، وكل الفصائل الفلسطينية المسلّحة في غزة كشرط لوقف الحرب الدائم». وأضاف أنّ الاقتراح الإسرائيلي الجديد هو«دليل على مواصلة الاحتلال التنصّل من تنفيذ اتفاق وقف النار». وشدّد المصدر على أنّ «سلاح المقاومة غير قابل للتفاوض».
وأضاف أنّ «حماس»، أبدت للوسطاء استعدادها للموافقة على أيّ اقتراح إذا تضمّن وقف إطلاق النار بشكل دائم والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة وإدخال المساعدات.
تفاصيل المقترح الإسرائيلي
بدوره، ذكر مصدر فلسطيني مطّلع على المفاوضات، أنّ الاقتراح الإسرائيلي ينصّ على أن «تفرج حماس في اليوم الأول عن الأسير الإسرائيلي-الأمريكي ألكسندر عيدان كبادرة حسن نيّة، ووقف إطلاق نار لمدة لا تقل عن 45 يوماًَ، وفي اليوم الثاني تفرج حماس عن 5 أسرى أحياء، مقابل 66 معتقلاً فلسطينياً محكوماً بالمؤبد، و611 معتقلاً من الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي بعد 7 أكتوبر»..
وفي اليوم الثالث، وفق المقترح، تبدأ مفاوضات اليوم التالي، ونزع السلاح، وإعلان وقف إطلاق نار دائم، وفي الأسبوع الثاني تفرج حماس عن 4 أسرى مقابل 54 معتقلاً فلسطينياً محكوماً بالمؤبد و500 معتقل.
وأشار المصدر في حماس إلى أنّ المقترح يتضمّن «آلية متّفقاً عليها لوصول المساعدات إلى المدنيين فقط، وإعادة انتشار القوات الإسرائيلية».
وأجرى وفد«حماس» المفاوض برئاسة خليل الحية لقاءات عدة الأحد في القاهرة مع مسؤولين مصريين وقطريين، يسعون إلى تقريب وجهات النظر بين الحركة وإسرائيل لإنهاء الأزمة/ وتثبيت وقف النار.
وقال طاهر النونو، المستشار الإعلامي للحركة «إنها مستعدة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في مقابل وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من غزة».
إسرائيليون: المفاوضات غير مجدية
من جهته، أشار منتدى عائلات الرهائن والمفقودين إلى أن هذه المفاوضات كانت غير مجدية، وأنه يرفض المفاوضات التي تهدف إلى إطلاق سراح الرهائن على مراحل.
وبدأت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وتضمنت دفعات عدة لتبادل للرهائن والأسرى، لكن بعد شهرين انهار الاتفاق.
وتعثرت جهود الوسطاء في التوصل إلى هدنة جديدة، وذلك بسبب خلافات بشأن عدد الرهائن الذين ستفرج عنهم حماس، ووقف النار الدائم والانسحاب الإسرائيلي من القطاع.