عادي
فعاليات اليوم الأول من «أمناء مكتبات المدارس»

متخصصون: المكتبة ركيزة بناء مجتمع معرفي مستدام

23:40 مساء
قراءة 3 دقائق
منصور الحساني ومشاركون خلال فعاليات اليوم الأول من «أمناء مكتبات المدارس»

الشارقة: «الخليج»
أكد عدد من الخبراء المتخصصين في المكتبات المدرسية والتربويين الدوليين أن المكتبة المدرسية ركيزة أساسية في تعزيز ثقافة القراءة مدى الحياة، ومن أهم محركات بناء مجتمع معرفي مستدام.
جاء ذلك في اليوم الأول من انطلاق فعاليات الدورة الأولى من «مؤتمر الشارقة لأمناء مكتبات المدارس»، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب بالتعاون مع جمعية المكتبات الأمريكية (ALA)، وجمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات (ELIA)، والجمعية الأمريكية لأمناء المكتبات المدرسية (AASL)، ومعرض الكتاب المشترك (Combined Book Exhibit)، في مركز إكسبو الشارقة، بمشاركة واسعة من نخبة الخبراء والمعلمين والمشرفين التربويين من الإمارات والعالم.
مجتمع معرفي
وأكد منصور الحساني، المنسق العام للمؤتمرات المهنية في هيئة الشارقة للكتاب، أن المدارس نقطة الانطلاق نحو بناء مجتمع معرفي متماسك، والمكتبات المدرسية تشكّل الأساس الذي تُبنى عليه علاقة الأجيال الجديدة بالقراءة والكتاب.
وأشار إلى أن هيئة الشارقة للكتاب، بتوجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة الهيئة، تنظر إلى هذا المؤتمر بوصفه مساحة لتبادل الخبرات، وفرصة عملية لتمكين العاملين في قطاع المكتبات المدرسية من الوصول إلى أدوات وتجارب عالمية، تسهم في تحويل المكتبة المدرسية إلى بيئة تفاعلية محفزة.
وافتتح المؤتمر بكلمة ترحيبية لمايكل داولينغ، مدير مكتب العلاقات الدولية في جمعية المكتبات الأمريكية، عبر فيها عن سعادته بالشراكة مع الهيئة، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون الدولي في تطوير مكتبات المدارس.
وفي كلمة افتتاحية، أكدت بيكي كالزادا، رئيس الجمعية الأمريكية لأمناء المكتبات المدرسية، أن مكتبات المدارس أصبحت محركات أساسية لنشر ثقافة القراءة مدى الحياة، ومراكز لإلهام الأجيال القادمة لتكون أكثر انخراطاً في صناعة المعرفة. ووصفت المؤتمر بأنه مساحة جامعة للإداريين والمعلمين وأمناء المكتبات ممن يتشاركون هدفاً مشتركاً يتمثل في تنشئة قرّاء يمتلكون شغفاً مستداماً بالقراءة والتعلم.
وأوضحت أن الجمعية بدأت برسم تصور واضح لمواصفات «القارئ مدى الحياة»، مشيرة إلى أن هذا النموذج لا يقوم فقط على التلقي المعرفي، بل على التفاعل النقدي والمشاركة في إنتاج المعرفة. وأضافت: «نطمح إلى جيل يقرأ كل يوم، يخطط لما يقرأه، ويمتلك مكتبة منزلية خاصة، وهذه الصفات لا تولد بين عشية وضحاها، بل تُبنى عبر ثقافة ترسّخ خلال سنوات الدراسة، وهنا تكمن مهمتنا كأمناء مكتبات مدرسية في فتح نوافذ للطلاب على عوالم الكتب والمعرفة.
تعزيز المهارات
في أولى جلسات المؤتمر، تناولت الدكتورة مارغريت ميرجا، الأستاذة المشاركة في جامعة نوتردام – فريمانتل بأستراليا، نتائج مسح القوى العاملة الدولية لمكتبات المدارس لعام 2024، وشمل بيانات من 63 دولة، مؤكدة أن القراءة من أجل المتعة تلعب دوراً حاسماً في بناء مهارات الطلاب وتحقيق رفاهيتهم النفسية والعقلية. وأشارت إلى أن هذه الممارسة، تسهم في استدامة عادة القراءة مدى الحياة، وتغرس علاقة إيجابية بالكتاب.
وخلال الجلسة، شددت ميرجا على أهمية القراءة الجهرية بوصفها وسيلة فعالة لتعزيز التفاعل الوجداني مع النصوص، ورفع مستوى التركيز والفهم لدى الطلاب. وبيّنت أن القراءة يجب ألا تقتصر على سنوات الدراسة فقط، بل يجب أن تمتد إلى فترات الإجازات، وأضافت: «إذا فشلنا في تحفيز الكبار على القراءة، فكأننا نوجّه رسالة ضمنية بأن عادة القراءة مفيدة فقط للأطفال، بينما الحقيقة أن القراءة عادة تنمو وتُبنى مدى الحياة».
تطوير
دعت ميرجا إلى تمكين أمناء المكتبات من أداء دورهم المحوري في تطوير ثقافة القراءة داخل المدارس، مؤكدة أن بناء بيئة مدرسية غنية بالمعرفة يبدأ من مكتبة نشطة وفاعلة. وأشارت إلى أن هناك مدارس لا تزال تفتقر إلى وجود مكتبات مدرسية، ما يجعل من الضروري مواصلة الحديث عن المكتبات بوصفها أحد أهم أدوات إحداث الفرق في حياة الطلاب. كما شددت على أهمية الاستثمار في مكتبات المدارس باعتباره استثماراً مباشراً في مستقبل الأجيال. ولفتت إلى أن الاستفادة من تحليل البيانات يعد من أبرز الأدوات لتطوير الأداء وتوجيه الجهود نحو احتياجات الطلاب الفعلية.

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"