عادي

«حرب الماركات» تشتعل بين الصين وأمريكا.. والبيت الأبيض يتحرك (فيديو)

21:02 مساء
قراءة 4 دقائق
«حرب الماركات» تشتعل بين الصين وأمريكا.. والبيت الأبيض يتحرك

إعداد: محمد كمال
في ظل الحواجز التجارية المتصاعدة بين الصين والولايات المتحدة التي فرضتها حرب الرسوم الجمركية، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو لصينيين، تستهدف أشهر الماركات الغربية، عن طريق إظهار قدرتهم على تقديم منتجات مماثلة بأسعار زهيدة جداً، ثم حثوا المستهلكين الأمريكيين على التواصل مباشرة معهم، عن طريق تطبيقات تسوق بعينها أو عبر دردشة «واتساب» أو وي شات، للاتفاق على شحنات فردية، في حين يرى البعض مخاطر لهذه الطريقة، بينما يستعد البيت الأبيض للتحرك بشكل عاجل.

ويبدو أن الأمريكيين استجابوا لتلك المقاطع، حيث أظهرت شركةSensor Tower المتخصصة في معلومات التسوق، أن تطبيقين صينيين للتجارة الإلكترونية وهما DHgate وTaobao، أصبحا في قمة قائمة التطبيقات الأكثر تنزيلاً على أجهزة آيفون في الولايات المتحدة وهو ما دفع البيت الأبيض للقول: إنه سيتعامل مع تلك التطبيقات التي تحاول تخطي الرسوم الجمركية المفروضة.

ـ أسعار رخيصة جداً

وبمتابعة مقاطع الفيديو التي تحض على الشراء مباشرة من المصانع الصينية، فإنها تشهد نقاشاً إقناعياً، حول أن المصانع أو المواقع الإلكترونية الصينية «ستبيع لهم بشكل موثوق منتجات عالية الجودة بأسعار منخفضة للغاية».

وفي الكثير من المقاطع ظهر عمال مصانع صينية وهم يبرزون قدراتهم على تصنيع حقائب فاخرة وملابس وغيرها بطريقة مماثلة تماماً لمراحل تصنيع المنتجات الأصلية وبأسعار أرخص بشكل مذهل.

واستهدفت المقاطع علامات تجارية شهيرة وفي أحد الفيديوهات ظهر بائع صيني، قائلاً: إن حقيبة نسائية فاخرة يصل ثمنها في السوق الأمريكية إلى 34 ألف دولار، تبلغ تكلفة إنتاجها 1400 دولار، أما باقي السعر فيعود إلى العلامة التجارية وأنه على استعداد لبيع الحقيبة من دون الشعار بعشر السعر فقط.

كما قال أحد مصنعي الملابس الرياضية: إن «التيشيرت» الذي يباع في أمريكا بـ100 دولار يتم إنتاج مثله بنفس الجودة مقابل 6 دولارات فقط.

ويذكر أحد المقاطع الترويجية، بطريقة جذابة في رسالته: «ما رأيك فيما سيحدث، إذا تواصلت مع مصنع صيني ضخم لطلب طقم غرفة معيشة واحد» في إشارة إلى الثمن الرخيص المحتمل، أما مقطع آخر فيقول: «كيف يُعدّ سراً، أن أسعار التجزئة للسلع الفاخرة أعلى بكثير من تكاليف التصنيع؟ إذا كنت تشتري ملابس فاخرة أو سيارة رياضية، فأنت تعلم أنك تدفع جزءاً من ثمن العلامة التجارية».

ـ لماذا هذا الانتشار الكبير؟

ويعكس «الانتشار الكبير» لنصائح التسوق رغبة المستهلك الأمريكي في معرفة الطرق والحيل الموفرة للمال وسط مخاوف من ارتفاع الأسعار المفاجئ بسبب الحرب التجارية.

كما يرى المستهلكون الأمريكيون أن المصانع الصينية تنتج علامات تجارية غربية شهيرة، مثل الأثاث الفاخر وهواتف آيفون وعندما تصل هذه المنتجات إلى أرفف المتاجر الافتراضية أو المادية في الولايات المتحدة، فإن أسعارها تكون أعلى بكثير من تكاليف التصنيع ويرجع ذلك جزئياً إلى أن المصانع، ووسطاء الخدمات اللوجستية والعلامات التجارية وتجار التجزئة يحققون ربحاً، ولذلك يرون أنه لهذه الأسباب من المغري تجاوز بعض الشركات والشراء من المصانع.

ورغم أن هذه الطريقة كانت متبعة قبل فترة في الولايات المتحدة، حيث تتيح تطبيقات تسوق شهيرة الشراء من المصنع مباشرة أو التواصل مع التجار الصينيين، لكن الجديد نسبياً هو تشجيع زيادة عمليات الشراء المباشر، عبر مواقع البيع بالجملة الصينية، أو حتى التطبيقات المخصصة للمتسوقين الصينيين، بل ووصل الأمر إلى نصائح للتواصل مع المصنعين الصينيين عبر تطبيقي الدردشة WhatsApp أو WeChat واسع الانتشار في الصين.

ـ المخاطر المحتملة:

لكن الفيديو الذي لاقى انتشاراً كبيراً، لأنه تضمن معلومة كاذبة بشكل واضح، كان عن حقائب فرنسية فاخرة زاعماً أنه يتم تصنيعها في الصين، لكن ذلك كان غير صحيح، ما أثار الريبة حول بعض محتوى هذه الفيديوهات، بحسب ما ذكر سكاي كانافيس كبير محللي تجارة التجزئة والتجارة الإلكترونية في شركة أبحاث أمريكية مضيفاً: «إن الأمر يبدو جيداً للغاية لدرجة يصعب تصديقها».

ويوجه خبراء التسوق الأمريكيين نصائح أخرى، عن طريق الدعوة إلى اتخاذ الحذر وعلى سبيل المثال، فإن هناك أسباباً وجيهة تجعلنا نشتري البطاطس وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والقمصان من المتاجر ومواقع التجارة الإلكترونية، وليس من المزارعين أو المصانع التي تنتجها، رغم ارتفاع التكلفة وذلك لأنها مضمونة أكثر بالنظر إلى إجراءات السلامة ومراقبة الجودة ودعم العملاء، فضلاً عن إمكانية الاستفادة من خصومات تجار التجزئة وعروضهم.

ويقول خبراء: إن العديد من تطبيقات التسوق في الولايات المتحدة، تربط المستهلكين بالمصانع والبائعين الصينيين، لكنها مسؤولة كذلك عن فحص المنتجات الخطرة والمقلدة، كما تتولى هذه المواقع خدمة العملاء، وعمليات الإرجاع، واسترداد الأموال وهو ما لا يمكن ضمانه بالتعامل المباشر مع التطبيقات الصينية.

وبحسب استطلاع أجرته eMarketer عام ٢٠٢٤ فإن متسوقي جيل Z كانوا أكثر ميلاً بكثير من الأمريكيين الأكبر سناً للتسوق عبر تطبيق DHgate الصيني، حيث يبحث الكثيرون عن منتجات مشابهة لعلامات تجارية معروفة، أو ما يُعرف بـ«التقليد»، بأسعار معقولة وفي حين تكون بعض هذه المنتجات عالية الجودة، فإن البعض الآخر ليس كذلك.

ـ هل يمكن تجنب الرسوم؟

بغض النظر عن طريقة الشراء، فإنه بحسب المختصين لا يمكن تجنب رسوم جمركية جديدة بنسبة 145%، على العديد من المنتجات الصينية الصنع وصرحت سوتشاريتا كودالي، المحللة الرئيسية لتجارة التجزئة والتجارة الإلكترونية في شركة فورستر للأبحاث، قائلة: «أي شيء من الصين، سواء تم شراؤه مباشرة أو من خلال شركة، أصبح الآن خاضعاً للرسوم الجمركية».

وأعلن البيت الأبيض أيضاً أنه سيُنهي الشهر المقبل طريقة شائعة لمواقع تسوق صينية تتحايل على الرسوم الجمركية، عن طريق شحن الطلبات الفردية إلى الأمريكيين وغالباً ما يتم ذلك عن طريق الشحن الجوي، ومن المرجح أن ترتفع الأسعار على هذه المواقع.

ولم يكن لدى كبرى التطبيقات الصينية الشهيرة، أي تعليقات باستثناء قيام بعضها بإشعار العملاء بأن «تعديلات الأسعار» المتعلقة بالتعريفات الجمركية ستدخل حيز التنفيذ اعتباراً من 25 أبريل/نيسان ولكن حتى مع إضافة الرسوم الجمركية، سينجح بعض الناس في شراء منتجات بأسعار معقولة من تجار صينيين، لكنها ستكون قرارات غير مضمونة بنسبة كاملة.

 

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"