«النانو» علاج المستقبل

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

كل الفرص متاحة إذا أراد الإنسان العمل من أجل تحسين أحوال العالم وتسهيل الحياة اليوم وغداً، إنما المهم أن يعرف كيف ومتى يقطف الفرصة ويستفيد منها. تقرير «50 فرصة عالمية» الصادر عن مؤسسة دبي للمستقبل يزرع فينا أملاً كبيراً أن التكنولوجيا والعلوم المتطورة قادرة على توفير أفضل الوسائل من أجل خدمة الإنسان، خصوصاً في كل ما يتعلق بالصحة والوقاية. هكذا نقطف ثمار التطور ونستخدمه في توفير العلاج للإنسان، لا سيما أن التقرير يؤكد وجود فرصة لاستخدام روبوتات علاجية نانوية داخل جسم الإنسان، في سبيل «الكشف عن الأمراض وعلاجها في مراحلها المبكرة، الأمر الذي سيتيح تقليص الحاجة إلى الإجراءات الطبية التي تتطلب حقناً أو تدخلاً جراحياً، ويساعد في الوقاية من الأمراض واستهدافها وعلاجها بفاعلية أكبر».
كل فرصة علمية تساهم بشكل مباشر في الحد من المخاطر التي اعتدنا وجودها في القطاع الطبي، إنما السؤال هنا يأتي بدافع الفرحة والأمل، هل يتيح تطور علمي من هذا النوع للبشرية علاجاً من الأمراض بنسب تشخيص مثالية وشديدة الدقة، وبالتالي توفير العلاج الصحيح واختفاء الأخطاء الطبية التي تتسبب في عاهات وتشوهات ومضاعفات خطرة ويدخل معها المريض في دوامة لا تنتهي، ناهيك عن نسبة لا بأس بها من الأخطاء التي تودي بحياة المريض؟
يقول التقرير إن «الأنماط التقليدية في العلاج لم تعد كافية لمواجهة التحديات الصحية المتزايدة، إذ تبرز الحاجة أكثر فأكثر إلى الطب الشخصي، نظراً إلى القيود التي يفرضها النهج التقليدي المتّبع في الرعاية الصحية والذي يقوم على مبدأ علاج واحد مناسب للجميع»، وهذه حقائق ملموسة، والحاجة إلى تطوير وسائل العلاج باتت ملحّة، ولا يجوز أن يبقى القطاع الصحي بعيداً عن أحدث ما تتوصل إليه التكنولوجيا وبعيداً عن القدرة على استغلاله أفضل استغلال خصوصاً في جزئية التشخيص الدقيق لحالة المريض، لا سيما أن تقنيات النانو الحيوية تحمل إمكانات هائلة لتوفير أفضل كشف عن الأمراض، «مثل سرطان المبيض، وإدارة مرض السكري باستخدام أجهزة استشعار حيوية، وتوصيل الأدوية داخل جسم الإنسان إلى الخلايا المستهدفة، وتحسين جودة التصوير الطبي، وتسريع التئام الجروح».
إنه الأمل في توفير أفضل وسائل التشخيص والعلاج للبشر، والتوصل إلى اختراق أصعب وأدق المناطق في جسم الإنسان وعلاج أصعب الأمراض حتى تلك المتعلقة بالدماغ.

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"