السيارات الكهربائية

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين

مع التنافس بين الدول المتقدمة في صناعة السيارات الكهربائية وفي وقت يهتم العالم فيه بهذه الصناعة لتقليل انبعاثات الغازات الضارة الناتجة عن احترق الوقود في المركبات التقليدية، والنجاح في السباق على عوائد القطاع النامي في السنوات الأخيرة، إذ تمثل مبيعات السيارات الكهربائية (18 %) من السيارات المبيعة في العالم، ويرجع الاعتماد عليها بشكل أكبر مع التقدم التكنولوجي لقدراتها الفائقة وصداقتها للبيئة وإسهامها في الانتقال إلى مصادر طاقة نظيفة ومتجددة، وأصبحت الدول تتخذ إجراءات حمائية وتصنع حواجز تجارية أمام السيارات التي تصنع في الدول الأخرى، حيث أصبحت بعض الدول كالصين تتطور في صناعة السيارات الكهربائية وبأسعار تقل عن كلفة نظيراتها في الدول المتقدمة الأخرى.
تظل السيارات الكهربائية باهظة الثمن بالنسبة للعديد من السائقين، ويعد التأمين والإصلاحات أكثر كلفة في السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق إلا أن الشعور بالقلق يبقى ينتاب عملاء هذه السيارات بسبب البنية التحتية المحدودة للشحن وفي الوقت نفسه بسبب التقدم التكنولوجي السريع.
ومن أهم مزاياها أنها صديقة للبيئة حيث لا تصدر غازات عادمة أثناء التشغيل ما يقلل من تلوث الهواء، وكذلك قلة تكلفة التشغيل حيث الكهرباء أرخص من الوقود والصيانة أقل وأداؤها عالٍ، و تمتازبهدوء قيادتها، حيث لا تصدر ضجيجاً كما تفعل السيارات التقليدية، إلا أن من أبرز عيوبها أن نطاقها محدود، فالمسافة التي يمكن قطعها بالشحنة الواحدة أقل من تلك التي توفرها خزانات الوقود، وكذلك مدة الشحن تستغرق وقتاً أطول مقارنة بتعبئة الوقود وقلة محطات الشحن وسعرها المرتفع نسبياً.
يشهد التحول إلى المركبات الكهربائية في دولتنا نمواً ملحوظاً في ظلّ اهتمام الدولة بتوفير البنية التحتية ومحطات الشحن الكهربائية وإطلاق المبادرات النوعية والحوافز لتشجيع التحول نحو النقل المستدام، فقد ارتفعت مبيعاتها إلى نحو (30%)، فسوقها سيواصل النمو خلال السنوات المقبلة في ظلّ زيادة وعي الأفراد بالتحول نحو السيارات الكهربائية، واهتمام الدولة بتطوير قطاع نقل مستدام وزيادة حصتها، ومن المستهدف زيادة عددها في الدولة لتصبح (50%) من إجمالي عدد السيارات بحلول عام 2050.
وفي ظلّ التقدم التكنولوجي المُتسارع وازدياد الوعي البيئي أصبحت السيارات الكهربائية خياراً واعداً لمُستقبل النقل المستدام، فهي تجمع بين الأداء العالي والحفاظ على البيئة، ما يجعلها وسيلة فعّالة لمواجهة تحديات التلوث وتغير المناخ ورغم التحديات التي لا تزال تواجهها مثل مدة الشحن ومحدودية البنية التحتية، إلا أنّ التطوير المُستمر يُنبئ بأنّ السيارات الكهربائية ستكون العمود الفقري لمواصلات الغد نحو عالم أنظف وأكثر كفاءة لتهنأ البشرية بحياة أكثر يسراً وسهولة وأكثر إمتاعاً.

[email protected]

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"