عصر تزييف المعلومة

00:15 صباحا
قراءة دقيقتين

يعتقد كثيرون أن التجول بين محركات البحث والقراءة السريعة عن أمر ما يعد دراسة يمكن الحكم عبرها على الأمور، دون تدقيق في المصادر، أو تمحيص في المحتوى، خاصة إن كان يترتب على ذلك قرار أو توجه ما سيؤثر في ما بعد فيهم، لأننا نعيش اليوم عصر تزييف المعلومة واستخدام الذكاء الاصطناعي والاستعانة بتقنيات الإقناع التي تلعب على وتر العامل النفسي، كتلك التي يظهر فيها شخص يرتدي لباس طبيب يتحدث في موقع يشبه المختبر ليقنعك بشراء معجون أسنان من نوع ما، فتظن أن ذلك خلاصة دراسات وأبحاث علمية، في وقت يمكن تلخيص الأمر فيه بأنه حيلة تسويقية.
وهكذا تسير الأمور اليوم خاصة في المجال الصحي أو ما يسمى (لايف ستايل)، حيث تنشط التجارة بكل صورها وأنواعها لتستولي على أموالك وتقنعك بحلول غريبة تحقق لك ما تطمح إليه دون تعب أو جهد وفي خلال فترة زمنية قصيرة، دون النظر إلى خصوصية حالتك أو تعريف بما وراء تلك العروض من آثار جانبية أو نتائج سلبية قد تنعكس على صحتك وتورطك في مضاعفات أخرى كان يمكن تجنبها.
كثير من الممارسات اليوم باتت تجارية حتى لو ظهرت بثوب الناصح الأمين والخبير المطلع وصاحب التجارب وبسطت المعقد وأذابت الشكوك وذللت المصاعب، وظهر كثير من أقرانك يشيدون ويعرضون تجاربهم ويروون القصص تلو الأخرى عن استفادتهم من علاجات وعمليات وأجهزة ثورية في عملها وسريعة في أدائها وسهلة في تحقيق طلباتك ومنتجات سحرية تبلغك مقاصدك دون عناء.
إذا قررت يوماً أن تتخلص من السمنة أو حتى جزء منها ستجد نفسك أمام محتوى يشكل تنافساً للفوز بك في صفقة لا تلتزم بالحدود والقيم، فهناك خيارات تطرح أمامك تحقيق حلمك دون رياضة أو توقف عن الأكل أو التزام من أي نوع، وكل ما عليك هو تناول شراب من نوع ما أو الخضوع لجهاز إذابة الشحوم أو الحصول على خطة من مدرب افتراضي أو إجراء عملية ربما لا تحتاج اليها، فلا تصدق كل ما يقال ولا تعتمد على الواقع الافتراضي في تحديد خياراتك لأن الكثير من المحتوى مزيف لصالح تجار ومعلنين.
خطط الترويج تسيطر على توجهات الناس وتقنعهم في أسرع وقت للسير في اتجاهات معينة، فلا تكن ضحية كغيرك وابحث عن الحلول عند خبراء الحلول وليس مدعيها، ولا تتسرع في اتخاذ قرارات مصيرية ربما تعاني منها لاحقاً طوال حياتك، ففي كثير من القصص والمواقف عبرة لمن تورط في ذلك وبات كما يقول المثل الشعبي «كم اشترى له من حلاله عله».

[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"