انتقد السناتور الجمهوري الأمريكي جون كنيدي، الإدارة الأمريكية لطريقة تعاملهما مع قضية كيلمار أبريجو جارسيا، وهو رجل من السلفادور رحّلته واشنطن خطأً، وبسبب قول الرئيس الجمهوري دونالد ترامب إنه يريد ترحيل بعض المجرمين الذين يحملون الجنسية الأمريكية، ما فاقم السجال الدائر حول مساعي ترحيل مهاجرين استناداً إلى قانون يعود إلى القرن الثامن عشر.
ومن غير الشائع أن ينتقد المشرّعون الجمهوريون ترامب، الذي تولى منصبه في 20 يناير/ كانون الثاني، والذي استنكرت جماعات حقوقية حملة إدارته للترحيل باعتبارها اعتداء على الحق في الحصول على الإجراءات القانونية الواجبة. ووجهت المحكمة العليا الإدارة الأمريكية بتسهيل عودة أبريجو جارسيا بعد أن أقرت واشنطن بترحيله بسبب خطأ إداري.
وسُئل كنيدي عضو مجلس الشيوخ عن ولاية لويزيانا في برنامج «واجه الصحافة» الذي تبثه شبكة (إن.بي.سي نيوز) عما إذا كان يعتقد أن القانون يسمح لترامب بإرسال مواطنين أمريكيين مجرمين إلى سجون أجنبية، فقال «لا يا سيدتي. لا سمح بذلك ولا يمكن أن يسمح، ولا يمكن اعتبار ذلك لائقاً أو أخلاقياً. لدينا قوانيننا الخاصة. ينبغي في رأيي ألا نرسل سجناء إلى دول أجنبية».
وقال ترامب إنه يريد ترحيل بعض المجرمين الذين ينتهجون العنف من المواطنين الأمريكيين إلى سجون السلفادور، وهي خطوة قال خبراء إنها تنتهك القانون الأمريكي.
وقال كنيدي إنه لا يرى قضية أبريجو جارسيا جزءاً من نمط أوسع، لكنه وصفها بأنها «خطأ فادح»، مضيفاً أنه كان ينبغي عقد جلسة استماع للرجل قبل إرساله إلى السلفادور. وأضاف «لن تعترف الإدارة بذلك، لكن هذا كان خطأً فادحاً».
تفاقم السجال
وتفاقم الأحد السجال الدائر حول مساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لترحيل مهاجرين غير نظاميين استناداً إلى قانون يعود إلى القرن الثامن عشر، في حين حذّرت سناتور ديمقراطية بارزة من أن البلاد «تقترب أكثر فأكثر» من أزمة دستورية.
يأتي ذلك عقب قرار أصدرته المحكمة العليا أوقف مؤقتاً عمليات ترحيل مهاجرين فنزويليين دون محاكمة استناداً إلى «قانون الأعداء الأجانب» الصادر في العام 1798.
والأحد، وجّه ترامب عبر منصته تروث سوشيال انتقادات للمحكمة العليا من دون أن يسميها، في منشور ندّد فيه ب«القضاة ومسؤولي إنفاذ القانون الضعفاء وغير الفاعلين الذين يسمحون بأن يستمر هذا الهجوم الشرير على أمتنا، هجوم عنيف لدرجة أنه لن ينسى أبداً».
وصوّت عضوان محافظان في المحكمة العليا ضد قرار الهيئة، أحدهما صامويل أليتو الذي وصف القرار بأنه «متسرّع» و«مشكوك فيه قانونياً».
وكتب أليتو في اعتراضه على القرار« أن المحكمة أصدرت في منتصف الليل قراراً غير مسبوق ومشكوكاً في قانونيته.. من دون الاستماع إلى الطرف الآخر».
وأوقف قرار المحكمة، أقله على نحو مؤقت، ما تحذّر منظمات حقوقية من أنه عمليات ترحيل وشيكة لمهاجرين فنزويليين محتجزين في تكساس، متّهمين بأنهم أعضاء في عصابات إجرامية.
القرار يمنع مؤقتاً الإدارة من مواصلة ترحيل مهاجرين استناداً إلى «قانون الأعداء الأجانب» الذي استخدم للمرة الأخيرة لتوقيف أمريكيين-يابانيين إبان الحرب العالمية الثانية.
وإدارة ترامب منخرطة في نزاع مع قضاة فدراليين ومنظمات حقوقية وديمقراطيين يقولون إن الرئيس تعدّى على حقوق رسّخها الدستور بتسريعه عمليات ترحيل مهاجرين، مع حرمانهم أحياناً من الحق في المحاكمة.
وقالت السناتور الديمقراطية آيمي كلوبوشار في تصريح لشبكة سي إن إن «نحن نقترب أكثر فأكثر من أزمة دستورية». وتابعت «يحاول دونالد ترامب إغراقنا في مجاري أزمة».
يشدّد الرئيس الجمهوري على أنه يحمي المواطنين الأمريكيين من موجة هجرة غير نظامية تشمل، على حد قوله، مجرمين وإرهابيين ومغتصبين، ويصرّ على أنه ينفّذ ما يريده الناخبون الذين أعادوه إلى البيت الأبيض.
-«إما التصدي وإما الصمت»
في الشهر الماضي، رحّلت إدارة ترامب مئات المهاجرين، غالبيتهم فنزويليون، إلى سجن خاضع لإجراءات أمنية مشدّدة في السلفادور يعرف اختصاراً باسم سيكوت، مشيرة إلى أنهم أعضاء في عصابات إجرامية.
وتعدّ قضية كيلمار أبريغو غارسيا الأشهر، إذ رُحّل المهاجر السلفادوري إلى سجن في السلفادور من دون توجيه أي اتّهام له.
وأقرّت الإدارة بأن إدراج أبريغو غارسيا في قائمة المرحّلين جاء بسبب«خطأ إداري»، وقد قضت محكمة بوجوب أن تسهّل الحكومة عودته.
لكن ترامب يواصل مذ ذاك التنديد بالقرار القضائي ويصر على أن أبريغو غارسيا هو بالفعل عضو في عصابة، ونشر الجمعة على شبكات التواصل الاجتماعي صورة تبدو معدّلة لرمز للعصابة موشوم على أصابع السلفادوري المرحّل.
ويخضع المساجين في سجن سيكوت لإجراءات أمنية مشدّدة، حيث يقبعون في زنزانات بلا نوافذ وينامون على أسرة بلا فراش ولا يسمح بزيارتهم.
تمكّن السناتور عن ولاية ميريلاند كريس فان هولن الخميس من لقاء أبريغو غارسيا، وقال إن الرجل مذهول بسبب احتجازه ويشعر بأنه مهدّد في السجن.
الأحد تحدّى فان هولن إدارة ترامب تقديم دليل على أن عملية ترحيل أبريغو غارسيا تمّت بموجب القوانين الأمريكية.
وقال: «أقبل بكل ما تنص عليه سيادة القانون»، لكنه لفت إلى أن الرئيس حالياً «خارج عن القانون.. يتجاهل أمراً للمحكمة العليا للولايات المتحدة يقضي بتسهيل عودة» أبريغو غارسيا. وأضاف«في محاكم الولايات المتحدة عليهم إما التصدي أو الصمت».
وقال: «أقبل بكل ما تنص عليه سيادة القانون»، لكنه لفت إلى أن الرئيس حالياً «خارج عن القانون.. يتجاهل أمراً للمحكمة العليا للولايات المتحدة يقضي بتسهيل عودة» أبريغو غارسيا. وأضاف«في محاكم الولايات المتحدة عليهم إما التصدي أو الصمت».