رحيل البابا فرنسيس بابا الفاتيكان أحزن كل القلوب المؤمنة بالخير وبالتقاء الأديان وبحق الإنسان أن يعيش في سلام مع أخيه الإنسان أياً كان لونه أو عرقه أو ديانته أو هويته.
في الرابع من فبراير 2019 كان لقاء البابا فرنسيس والإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، في أبوظبي، اللقاء التاريخي الذي أثمر ولادة وثيقة الأخوة الإنسانية، التي علقنا عليها آمالاً كبيرة وحسبنا أن العالم سيحترمها وسيلتزم ببنودها وسنشهد نهضة يتغير معها وجه العالم، فينبذ الجميع العنف وتنتهي العنصريّة وتتلاشى الحروب وتتوحد الجهود من مختلف دول العالم لدعم السلام وتحقيقه، كما حسبناها ولادة جديدة تتبعها صحوة للضمير ونبذ لكل أشكال التمييز وتضامن غير مسبوق من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والرحمة والمساواة والعمل المشترك بين الأمم من أجل نشر السلام ومساعدة الفقراء..
الوثيقة هي ثمرة لقاء قيادتي أكبر ديانتين في العالم على أرض الإمارات، الدولة الداعية باستمرار إلى السلام وتحقيق كل مبادئ الأخوة الإنسانية على أرضها وفي كل أنحاء العالم، وهي إحدى البصمات الخيّرة التي تركها البابا فرنسيس وستبقى علامة فارقة في مسيرة البشرية، ودعوة مفتوحة ودائمة من أجل تحقيق السلام والاستقرار والتسامح في العالم، وهي من ضمن مجموعة مواقف إنسانية بارزة للبابا فرنسيس الذي كان حريصاً كل الحرص على تعزيز التقارب بين الأديان وإبقاء أبواب الحوار دائماً مفتوحة.
يرحل البشر وتبقى الدعوة مفتوحة وتبقى وثيقة الأخوة الإنسانية خالدة، يسترشد بها صناع السلام، على أمل أن تتعلم منها الأجيال الجديدة والقادمة وتتمسك بكل بنودها التي ستبقى محفورة في قاموس البشرية، إلى أن يتحقق الحلم ويشعر الجميع بأننا جميعاً أبناء أسرة واحدة لا فرق فيها بين غني وفقير، نحلم بأن تتحقق الوثيقة التي كُتبت بحروف من نور وإيمان باسم المقهورين والمظلومين والفقراء والشعوب والأيتام والأرامل والنفوس الطاهرة والأخوّة والعدل والرحمة والحرية وكل ذوي الإرادة الصالحة.
ونحلم بأن يتحقق ما حلم به البابا فرنسيس الراحل وصديقه الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر وكل من آمن بحق الإنسان في العيش بكرامة وبلا صراعات وقهر وألم على هذا الكوكب، نحلم أن تتحول الأخوة الإنسانية إلى فعل إنساني مقدّس نعيش به ونعمل من أجل الحفاظ عليه ونذكر بالخير كل من سعى إلى تحقيقه واحتضنه وباركه.
مقالات أخرى للكاتب




قد يعجبك ايضا







