عادي
وزير متطرف يدعو إلى تدمير القطاع: كان يجب محوهم منذ البداية

مجزرة إسرائيلية جديدة بحق النازحين.. نساء وأطفال وجثث متفحمة

01:35 صباحا
قراءة 3 دقائق

صعد الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، حربه الشاملة على الفلسطينيين في قطاع غزة، مستهدفاً المدنيين والنازحين، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، وارتكب مجزرة دموية راح ضحيته 20 قتيلاً وعشرات المصابين في قصف مدرسة تؤوي نازحين في مدينة، مع استمرار القصف العنيف والممنهج على الأحياء السكنية وتدمير البنية التحتية، في وقت تفاقمت الأزمة الإنسانية في القطاع وأعلن مدير مستشفى فلسطيني، إن القطاع يمر بالمرحلة الخامسة من مراحل سوء التغذية، في حين دعا وزير إسرائيلي يميني متطرف إلى تدمير غزة، معتبراً أنه كان يجب محوهم منذ البداية.
قال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، إنّ الغارة الأكثر دموية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة (شمال)، وأسفرت عن مقتل 20 شخصاً وإصابة 17 آخرين بجروح، «منهم عدد من الأطفال والنساء».
وأضاف أنّ «القصف أدى إلى حريق هائل في المبنى، حيث تمّ انتشال عدد من الجثامين متفحّمة». وأشار الدفاع المدني إلى مقتل أربعة أشخاص «بينما ما زال آخرون مفقودين تحت أنقاض المنازل»، بعدما «تعرّضت منازل للقصف والتدمير الإسرائيلي في حي التفاح (شمال شرق مدينة غزة)».
وقال بصل إنّ ضربة إسرائيلية على منزل في جباليا (شمال القطاع) أدّت إلى مقتل طفل، بينما أدّت ضربة أخرى على منزل في خان يونس إلى مقتل شخص وإصابة آخرين بجروح. وأكد الدفاع المدني أن طواقمه غير قادرة على الوصول إلى المحاصرين تحت الأنقاض، بسبب كثافة القصف، مطالباً اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتكثيف جهود التنسيق مع القوات الإسرائيلية لتأمين الوصول إلى الضحايا.
وارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيليّة على قطاع غزة، أمس الأربعاء، إلى 51 ألفاً و305 قتلى، و117 ألفاً و96 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في غزة، والتي أكّدت أن حصيلة الضحايا منذ 18 مارس/آذار 2025، قد وصلت إلى ألف و928 قتيلاً، و5 آلاف و55 مصاباً. وقالت الوزارة، إن 39 قتيلاً، و105 مصابين وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الماضية.
من جهة أخرى، دانت وزارة الصحة في غزة الهجمات الإسرائيلية المتكررة التي تستهدف المؤسسات الصحية في القطاع، مؤكدة أن هذه الانتهاكات جريمة ضد الإنسانية وانتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية. وأبرزت الوزارة في بيان رسمي أنه تم استهداف مستشفى الدرة للأطفال شرق مدينة غزة، حيث تعرضت أقسام حيوية مثل العناية المركزة ومنظومة الطاقة البديلة لأضرار بالغة نتيجة القصف. وأشارت إلى أن هذه الاعتداءات لم تقتصر على البنية التحتية فقط، بل تهدف إلى تعميق معاناة السكان، خاصة الأطفال والمرضى الذين يعتمدون على الخدمات الصحية في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها القطاع.
وفي السياق ذاته، قال مدير مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي د.أحمد الفرا إن أطفال قطاع غزة في أشد مراحل سوء التغذية وصعوبة مُتابعتهم طبياً، بسبب نقص الأدوية العلاجية وحليب الأطفال. وأشار إلى أن حالة «الطفل أسامة الرقب» تُلخص ما يعانيه أطفال غزة جراء عدم توفر مصادر التغذية السليمة ومياه الشرب. وأكد أن قطاع غزة يمر في المرحلة الخامسة من مراحل سوء التغذية وهي المرحلة الأشد وفق منظمة الصحة العالمية. واعتبر أن انعدام التغذية المناسبة والأدوية للأمهات الحوامل ينعكس بشكل خطير على المواليد خاصة الأطفال الخدج. وقال إن استمرار منع الإمدادات الغذائية والدوائية يشير إلى أن أطفال قطاع غزة أمام مشهد خطير وكارثي.
في غضون ذلك، نشرت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، أمس الأربعاء مقطع فيديو لمحتجز إسرائيلي يعرّف نفسه على أنه عمري ميران البالغ من العمر 48 عاماً، ولقد أكدت وسائل إعلام إسرائيلية هويته. ويظهر في المقطع الذي تبلغ مدته نحو ثلاث دقائق، المحتجز وهو يتحدث إلى الكاميرا ويسير عبر نفق. ويظهر ميران أيضاً وهو جالس في مكان ضيق، مشيداً بالمحتجين الذين يتظاهرون ضد الحكومة وإرجاع الرهائن. ويقول ميران إن الرهائن يعيشون في خوف دائم من القصف، ويحض على التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن لضمان إطلاق سراحهم.
إلى ذلك، دعا وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو إلى تدمير قطاع غزة بالكامل، وذلك على خلفية النقاشات الحادة داخل مجلس الوزراء حول المساعدات الإنسانية للقطاع. وقال إلياهو خلال مقابلة مع قناة 14 الإسرائيلية: «كان ينبغي لنا محو غزة منذ البداية، تماماً كما أسسنا دولتنا وكما انتصرنا في حرب الأيام الستة»، حسب تعبيره، مشدداً على أنه «لا يجوز أن نصل إلى مرحلة التردد، فالقائد الحقيقي يجب أن يتخذ قراراً بتدميرهم». ورداً على سؤال عن سبب عدم تنفيذ هذا التدمير حتى الآن، أوضح الوزير أن المشكلة لا تقتصر على رئيس الوزراء وحده، بل تمتد إلى «غياب الرؤية الواضحة لكيفية تحقيق النصر داخل مؤسساتنا».
(وكالات)

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"