للعلاقة الإماراتية العمانية، جذور ضاربة في عمق التاريخ، وهي محل تقدير واحترام متبادل من قيادتي البلدين الحريصتين دائماً على تمتينها، وتعزيزها لتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين.
من هذا المنطلق والأساس المتين، كان اللقاء الذي جمع السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان الشقيقة، مع أخيه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في قصر العلم بالعاصمة العُمانية مسقط.
السلطان هيثم بن طارق، أكد في بداية اللقاء أن العلاقات التي تربط دولة الإمارات وسلطنة عُمان وشعبيهما الشقيقين متجذرة، مشيداً بجهود صاحب السمو حاكم الشارقة في مختلف المجالات الثقافية، ومبادرات سموه التي تسهم في حفظ الإرث الثقافي والهوية العربية وتوثيق تاريخها، مثمناً المنجز التاريخي الجديد لصاحب السمو حاكم الشارقة «البرتغاليون في بحر عُمان، أحداث في حوليات من 1497م إلى 1757م» والذي يعد إضافة نوعية وإثراءً قيّماً للمكتبة العربية والعالمية.
العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان الشقيقة تنطلق من خصوصية فريدة بنيت على أسس مشتركة وراسخة تؤطّرها الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية والتعاون الاقتصادي، وتبلورت عبر سنوات ممتدة في عمق التاريخ.
وفي هذا الشأن فإن لحاكم الشارقة مجالاً كبيراً في سرد تاريخ عمان ومنطقة الخليج بأكملها من خلال دراساته البحثية المستندة إلى وثائق موثقة، حيث تحدث سموه أمس في لقاء بُث عبر قناة الشارقة، عن آخر إنجازاته التاريخية الفكرية «البرتغاليون في بحر عُمان» أحداث في حوليات من 1497م إلى 1757م، والذي يضم 21 مجلداً يروي فيها سموه تفاصيل أحداث مرتبطة بشكل مباشر بالمنطقة وتاريخها وبحر عُمان بشكل خاص.
هذا المنجز التاريخي الجديد الصادر عن «منشورات القاسمي»، وقعه سموه أمس خلال فعاليات الدورة الـ 29 لمعرض «مسقط الدولي للكتاب»، ويُعدّ الكتاب كنزاً تاريخياً، حيث يرصد أحداثاً تاريخية مهمة وحيوية دارت وقائعها في بحر عُمان، الذي كان شاهداً على تحركات الأساطيل البرتغالية وهي تشقّ طريقها إلى الهند، ويذكر جميع الأحداث والمعارك التي وقعت في تلك الفترة التي امتدت 260 سنة.
زيارة حاكم الشارقة لمسقط وتوقيعه كتابه الجديد، كانت محل اهتمام من كبار المسؤولين العمانيين، وقال عنه الدكتورعبدالله الحراصي وزير الإعلام العماني: إن سموه يعد من أهم المؤرخين في الشأن والتاريخ العماني وأي دراسة بحثية يقدمها في التقصي التاريخي وفي إظهار وثائق جديدة إضافة للتاريخ العماني وللمكتبة الإنسانية.
حاكم الشارقة حظي باستقبال كبير في سلطنة عمان الشقيقة، يليق بشخصه ومكانته، ويليق بمنجزاته وفكره، ويليق بحرصه على تاريخنا ولغتنا، وهو الذي يترجم ذلك قولاً وفعلاً.
مقالات أخرى للكاتب




قد يعجبك ايضا







