اليوم، في أبوظبي، حدث إماراتي عربي عالمي بعلامة ثقافية، حضارية هي الصورة المتميّزة لدولة الإمارات في العالم.. إنها باختصار وبكل تفاصيلها أيضاً علامة الثقافة والقراءة اللتين تؤسسان لبنية أي دولة تراهن على الكتاب ومؤلّفيه وصنّاعه وناشريه في جهات الأرض.
المثقفون الإماراتيون والعرب ورموز الفكر والأدب والعلوم.. منظومة واحدة تحتفي بالدورة الرابعة والثلاثين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب. معرض التنوير والمعرفة والإبداع، كما هو معرض ثقافة القراءة قبل معرض ثقافة الحياة والجمال والانفتاح الحرّ على حضارات وثقافات الشرق والغرب.
المعرض حدثٌ ثقافي بامتياز من ناحية عملية مهنية، ولكنه أيضاً حدث وجداني، إنساني يوجز في مفردة جميلة هي (العيد).. عيد الكتاب، وعيد القارئ، وعيد الرجل والمرأة والطفل، عيد المثقف، وعيد الطالب والجامعي والمهني والحرفي والإداري والإعلامي.. ومرة ثانية منظومة مجتمعية إماراتية قارئة..
تتزامن هذه الدورة من المعرض مع إطلاق عام 2025 في الإمارات (عام المجتمع)، وتأتي تحت عنوان (مجتمع المعرفة.. معرفة المجتمع)، ونضيف إلى هذه الأفكار المدنية الحضارية وصفاً آخر هو (مجتمع القراءة)..
القراءة في الإمارات ظاهرة نبيلة بكل عمق المعنى الأخلاقي لهذه الكلمة، ويعرف العالم كلّه أن هذه الظاهرة لم تأت من فراغ، بل هي وليدة متواليات معارض الكتب في الدولة، وهي وليدة نظام التعليم العلمي المنهجي في الإمارات، كما هي وليدة مرجعيات وتاريخ المجتمع الإماراتي الذي لم تكن القراءة غائبة عن فضاءاته الاجتماعية كلّها.
مجتمع الإمارات مجتمع قراءة لأنه مجتمع شعر فصيح، وشعر نبطي منذ الماجدي بن ظاهر، وأحمد بن ماجد الفلكي والملّاح والخرائطي.. والعارف بأحوال البحر.
في معرض أبوظبي الدولي للكتاب تنفتح ذاكرة بل ذاكرات أهل البلاد على تاريخ الكتابة والقراءة الذي يعود في إرهاصاته الأولى إلى النصف الأول من القرن العشرين، قرن التجار والرحّالة والمسافرين ومنهم في ما بعد أثرياء المكان وأول الداعمين للتعليم والمدارس من مالهم الخاص.
الكتاب، والقراءة، والتعليم في الإمارات قصة طويلة تروى وتحكى للأجيال الجديدة في الدولة، أجيال معارض الكتب، والمكتبات، وصناعة النشر، والصناعات الابداعية، والمسرح، والفنون التشكيلية، والمتاحف العالمية (اللوفر في أبوظبي).. وكلّها تقع في إنتاج القراءة، وإنتاج الكتاب في دولة المعرفة والحكمة والتنوير.
[email protected]
مقالات أخرى للكاتب




قد يعجبك ايضا







