الكتاب.. قوّة الخير والجمال

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

يشهد معرض أبوظبي الدولي للكتاب حدثين مهمّين على المستوى الإماراتي، والعربي، والعالمي. الأول جائزة الشيخ زايد للكتاب، وهي أرفع جائزة أدبية عربية تحمل اسم رمز حكم وقيادة، ورمز حكمة، ورمز تأسيس دولة وثقافة، دولة قائمة على المعرفة والفكر والفنون والآداب. والجائزة تكريم للكِتاب العربي وتكريم للكُتّاب العرب من المحيط إلى الخليج، والجائزة أيضاً رافد معنوي وأدبي من روافد القراءة، حيث يذهب القرّاء العرب إلى الكتاب الفائز بالجائزة، ويُقرأ في الوطن العربي على نطاق شعبي ونخبوي واسع.
الحدث الثاني في المعرض هو جائزة «البوكر العربية» بقائمتيها الطويلة والقصيرة، وهي أيضاً رافد آخر من روافد قراءة الرواية بشكل خاص، وهي القراءة المتخصصة التي أصبحت ظاهرة ثقافية في العقود الثلاثة الماضية في ضوء انتشار فن السرد العربي، وأساليبه الفنية المتعدّدة بتعدد الروائيين العرب، وتعدد ثقافاتهم، ومرجعياتهم الأدبية التي أوجدت مكاناً عربياً للرواية جمهوره أيضاً شعبي ونخبوي.
المعرض، بهذا التوصيف، هو أفق رحب للاحتفاء بالإبداع المتفوّق، وفي الأغلب، هو إبداع روائي يكتبه جيل من الشباب يقبلون على فن الرواية بجرأة، لكنها جرأة الكاتب العربي المثقف الذي يعرف جيداً تاريخ هذا الفن الذي أصبح اليوم معادلاً للشعر «ديوان العرب»، وسيبقى الشعر بهذه الامتيازية الثقافية والأدبية، بل تحظى هذه الامتيازية بالتكريم أيضاً، فقد ذهبت جائزة الشيخ زايد للكتاب في سنوات ماضية إلى الشعر الذي هو شكل من أشكال الرواية، ولكنها رواية الوجدان العربي والبلاغة الجمالية العربية.
معرض أبوظبي الدولي للكتاب ملتقى ثقافي كبير لرموز الثقافة العربية، ورموز ثقافات العالم، والمعرض أيضاً هو فضاء تعدّدي حرّ للغات العالم، ولنقف هنا عند لغة الأرقام، إذ يشارك في المعرض 1400 ناشر من 90 دولة، يتحدثون أكثر من 60 لغة.
المعرض أيضاً يستقطب من دورة إلى أخرى المزيد من الناشرين والعارضين، والأرقام، مرة أخرى، تقول هنا إن 120 عارضاً يشاركون للمرة الأولى في المعرض الذي تشارك فيه في الوقت نفسه دور نشر من 20 دولة للمرة الأولى، في إطار 28 جناحاً دولياً.
الإمارات مُنتج عالمي للثقافة والفنون والمعرفة، وهي المكوّنات الفكرية والوجودية لثقافة الحياة والجمال، وهي الثقافة الباقية في التاريخ، لأنها تحترم الإنسان وتثق بقوة الخير والجمال فيه.
[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"