«القرائي للطفل».. عالم الأحلام والواقع

00:44 صباحا
قراءة دقيقتين

تنشئ جيلاً واعياً، مسؤولاً، مثقفاً، منفتح الفكر، قادراً على تحقيق نجاحات والمساهمة في نهضة الوطن وبناء المستقبل.. من خلال إحاطته بالرعاية الحقيقية وفي مختلف المجالات، حيث توفر له الأمان أولاً، ثم التعليم والرعاية الصحية والاجتماعية، ولا تكتفي بهذه العناوين العريضة بل تدعمها بأنشطة وفعاليات موازية يكون لها الأثر الإيجابي الأكبر في الأطفال والشباب، تماماً مثل كل الفعاليات والمهرجانات التثقيفية التي تنظمها الإمارات من أجل تشجيع الصغار والكبار على القراءة وشراء الكتب والتمسك باللغة العربية والاطلاع على ثقافات الآخرين والابتكار..
محظوظ من حالفه الحظ في التواجد في الإمارات، لأنه حظي بفرصة حضور ومواكبة مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي بلغ دورته السادسة عشرة ومازال يزداد تألقاً وإبهاراً للصغار ولأهاليهم أيضاً؛ ومحظوظ الطفل الذي شارك في الأنشطة التي تواكب هذا المهرجان في كل دورة، فصار كمن يجمع الكنوز ليصبح من أثرياء الفكر والمعرفة وسعة الاطلاع وحب الاكتشاف والتعلم.. فحب القراءة نزرعه في أبنائنا منذ الطفولة، يفهمون المعنى الحقيقي لمقولة نرددها على مسامعهم باستمرار «الكتاب خير جليس» ويتحوّل الكتاب فعلياً إلى أفضل صديق يلازمهم باستمرار ويشعرون بالراحة والمتعة برفقته.
هذه الدورة من مهرجان الشارقة القرائي للأطفال والتي تحمل شعار «لتغمرك الكتب»، وتستمر حتى 4 مايو الجاري بمركز إكسبو الشارقة، تقدم أكثر من ١٠٢٤ فعالية ما بين الورش والعروض المسرحية، فضلاً عن متحف صُنّاع المستقبل، حيث يختبر الأطفال الاحتكاك المباشر بالأشياء ويعيشون مغامرات ممتعة تزيد لديهم حب الاستكشاف والفضول الإيجابي الذي يحثهم على الرغبة في طرح الأسئلة والتفكير والتعلم.. ألعاب تفاعلية ومجموعة عوالم تقربهم من الواقع أكثر، منها ركن العلوم، والديناصورات، والآلات حيث يكون اللقاء مع عالم التطور والروبوت..
نماذج مصغّرة عن عالمنا تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل، أروقة المهرجان تضع العالم بين يدي صغارنا، ١٢٢ دار نشر عربية وأجنبية من ٢٢ دولة، و١٣٣ ضيفاً من ٧٠ دولة! إنه عالم الأحلام والواقع، الخيال المرسوم بكلمات والمختبئ في ثنايا الكتب، وكل كتاب ينمّي وعياً ويغذي عقلاً وينشئ أجيالاً تعلي من شأن الكلمة والمعرفة والثقافة فتبني مجتمعاً منفتحاً يحترم الآخر ويتطلع إلى المزيد من العلم والعمل، المزيد من البناء بلا هدم ولا حروب ولا نزاعات.
أروقة المهرجان تتسع لكل الأحلام، ويحلق معها الأطفال عالياً جداً وكأنهم ينتقلون بالأبعاد المختلفة من عالم اليوم إلى عالم الغد وبداخلهم إحساساً بالانتماء له وبأنهم أبطاله.

[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"