كيف أحب القراءة؟

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

في عصرنا هذا أصبحت السرعة والاستعجال من سماته، فحتى في أوقات القراءة أصبح الفرد يشعر بثقل قراءة كتاب من ٥٠ صفحة وأكثر، وهذا بسبب التعود على السرعة في كل شيء، وكأننا في حلبه ماراثون، الكل يريد إنجاز الشيء بسرعة ويذهب لما بعده، ونسينا الاستمتاع بهذه الأوقات، وتحقيق الفائدة من أوقاتنا ومن القراءة بالتحديد.
وأكثر الجيل الجديد وشباب هذا العصر إما أن دراسته كانت باللغة الإنجليزية ولذلك يستثقل اللغة العربية ولا يجيدها، أو أنه من كثرة استخدام برامج التواصل الاجتماعي التي ملأت وقته من دون فائدة تذكر، يريد الهروب من قراءة الكتب باللغة العربية والاستفادة من المعلومات التي في طياتها.
وبالقراءة باللغة العربية تتحسّن اللغة وتزيد المفردات اللغوية، وبذلك يصبح الشخص أكثر قدرة على التعبير بشكل دقيق وصحيح. وبذلك تزيد قدرته على التواصل الاجتماعي والمشاركة في الحوارات والنقاشات المختلفة.
كما تزيد القراءة من تحسين القدرة على التفكير النقدي وتطوير الإبداع وتساعد على توسيع الإدراك والتفكير في مواضيع مختلفة وبطرق مختلفة، كما أنها تعزز مستوى الثقافة والمعرفة العامة، ما يزيد التطوير والنمو الشخصي. كما أن بالقراءة تتحسن مهارة الكتابة لدى الشخص، وذلك بالاستفادة من أسلوب وتقنيات مختلفة من الكتابة، والتعرف إلى مصطلحات وكلمات جديدة.
كشفت دراسات قام بها باحثون تقول إن القراءة يمكن أن تزيد من التواصل بين خلايا الدم بالدماغ، وربما تخفض خطر أمراض الأعصاب، وقد تقلل مستويات التوتر، وتقلل القلق وتحسن الحالة المزاجية وتتفوق على الوسائل الأخرى للقضاء على الإجهاد.
كما أن القراءة تغذي الدماغ وتحفظ الذاكرة، فمن يمارس القراءة يومياً يحافظ على تركيزه وذاكرته ويقلل من توتره. وأفضل العادات التي يمكن أن يتبناها الشخص هي القراءة قبل النوم، لأنها تجعل الفرد أكثر هدوءاً، بدلاً من الانشغال بالهاتف الذكي وبرامج التواصل الاجتماعي التي تسبب التوتر والأرق. لكي تحب القراءة اقرأ في أي مجال أنت تحبه حتى تتعود وتحب هذه العادة الجديدة ثم توسّع في قراءة المزيد من الكتب.
اقرأ، فالقراءة ليست مجرد هواية؛ بل غذاء للعقل والفكر، ولتكن لك عادة لا تهجرها مهما ازدحمت أوقاتك.

[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"