أبوظبي: عبدالرحمن سعيد
تزينت فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الجمعة، بحضور لافت من الزوار من مختلف الجنسيات والاهتمامات، حيث يشكل المعرض منصة عالمية تجمع 96 دولة، ويحتضن أقطاب النشر العالميين تحت قبته، ويوفر لزواره تجربة ثقافية غنية وفريدة تخاطب مختلف الهوايات والفئات العمرية.
ويشارك في الدورة الحالية من المعرض نخبة من كبار الأدباء والمفكّرين والناشرين وصُنّاع المحتوى من الوطن العربي والعالم، ليقدِّموا مجموعة متنوِّعة من الفعاليات التي تُلبِّي تطلعات الجمهور، وتعزِّز الحضور الدولي للفعاليات الثقافية في أبوظبي موزعة على خمسة محاور رئيسية هي المجتمع، والفانتازيا، والاستدامة، والعلوم العربية، والذكاء الاصطناعي والابتكار.
وأكد سعيد حمدان الطنيجي المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، في تصريحات خاصة لـ «الخليج» أن المعرض تحول إلى منطقة جاذبة ومميزة ينتظرها الجمهور سنوياً، حيث يعد فرصة ذهبية للناشر والمترجم والمعنيين بالصناعات الابداعية، مشيراً إلى أن الندوات والبرامج بدورة المعرض هذا العام تحرص على جعل القراءة عادة مستمرة وجاذبة لمختلف شرائح المجتمع.

وقال: «بعد أن وصلنا إلى سابع يوم من الفعاليات المتتالية للمعرض نلاحظ زخماً كبيراً وحضوراً لافتاً لطلاب المدارس في الفترة الصباحية، وأيضاً هناك حضور متنوع من مختلف شرائح المجتمع والأعمار والجنسيات في الفترة المسائية، حيث إن كل نشاط من المعرض له جمهوره وزواره ومن يبحث عنه، إضافة إلى المهتمين بالبرامج الثقافية، حيث خصص لهم محتوى منوعاً يناقش كافة الجوانب».
وعن تحقيق مستهدفات ومخرجات المعرض، قال الطنيجي: «إن المعرض يعتبر أهم المرتكزات التي نستند إليها لتحقيق هدفنا الأكبر وهو الاهتمام باللغة العربية والكتاب، ولدينا استراتيجية تعمل على استدامة القراءة واستدامة صناعة الكتاب وتحويلها من عمل جانبي، إلى عمل أساسي يؤثر في النشء»
*برامج
ونوه إلى أن المركز لديه برامج يعمل عليها تتضمن جلسات القراءة في المدارس والجامعات والمواقع الحيوية، فالهدف الأهم يتمثل في النهوض بصناعة الكتاب العربي، لتكون مزدهرة متطورة متجددة، ونسعى أيضاً إلى إقامة جسر قوي بين الكتاب العربي والثقافات العالمية لتحقيق الشراكات العالمية، في ظل وجود 96 دولة منها 20 دولة تشارك لأول مرة في المعرض، و1400 ناشر من مختلف الثقافات واللغات.

وتابع: «نحرص في كل دورة من دورات المعرض على أن نقدم رؤية متجددة للثقافة، وأن يكون فرصة مثالية لتكريس عادة القراءة في نفوس جميع أفراد المجتمع وربطهم بالكتاب ومصادر المعرفة، كما نعمل في المركز على تدعيم أجندة المعرض بخطط استراتيجية تخدم تعزيز مكانة اللغة العربية والارتقاء بالمعرفة، وتسهم في بناء جيل قارئ له القدرة على المساهمة في تحقيق التطلعات المستقبلية للدولة، والتأثير في الواقع الثقافي من خلال الإبداع والابتكار اللذين يعدّان حجر زاوية للتطور والارتقاء في مختلف المجالات».
ولفت إلى أن المعرض دورة بعد أخرى يصل إلى النضج في الطرح، والمضامين المقدّمة، إلى جانب النوعية في الفعاليات والبرامج المصاحبة، وهذا أمر يدفعنا إلى مواصلة الجهود من أجل أن يبقى المعرض منصة تسهم وبشكل فاعل في صياغة مشترك جديد تؤدي فيه الثقافة دوراً مهماً في تقريب الشعوب من بعضها البعض، وتدعم في الوقت ذاته جهود النشر وصناعة الكتاب التي تعيش اليوم واقعاً مزدهراً.
وأوضح أن المعرض اليوم تجاوز مكانته المحلية والإقليمية وبات تظاهرة ثقافية عالمية تحشد حولها نخبة من الأدباء والمفكرين، والباحثين، والناشرين من جميع أنحاء العالم، بما يكرّس أهمية الثقافة باعتبارها اللغة الأساسية والحيوية التي تخاطب بها دولة الإمارات وإمارة أبوظبي مختلف الحضارات والشعوب، ودورة بعد أخرى نتأكد بأن المعرض يشرّع أبوابه للعالم وثقافاته مستضيفاً روّاد الفكر، وعشّاق الكتاب، والمثقفين من مختلف الاهتمامات والانتماءات الفكرية، ليتلقوا ويتحاوروا على قاعدة من الوعي والفكر المشترك والتفاهم الذي يخدم النهوض بواقع الثقافة والإبداع الإنساني بصفة عامة.
