عادي

محمد بن راشد: اعتماد مادة «الذكاء الاصطناعي» بكافة مراحل التعليم الحكومي في الإمارات

12:27 مساء
قراءة 5 دقائق

أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، اعتماد حكومة الإمارات المنهج النهائي لاستحداث مادة الذكاء الاصطناعي في كافة مراحل التعليم الحكومي، وأكد سموه أن الذكاء الاصطناعي سيغير طبيعة الحياة التي يعيشها العالم.
وقال سموه عبر منصة «إكس»: «ضمن خطط دولة الإمارات طويلة المدى في إعداد الأجيال القادمة لمستقبل مختلف وعالم جديد ومهارات متقدمة، اعتمدت حكومة الإمارات المنهج النهائي لاستحداث مادة الذكاء الاصطناعي في كافة مراحل التعليم الحكومي في دولة الإمارات، من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر بدءاً من العام الدراسي القادم بإذن الله».
ذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «نقدر جهود وزارة التربية والتعليم في تطوير المنهاج الشامل ونؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيغير طبيعة الحياة التي يعيشها العالم.. هدفنا تعليم أطفالنا وأجيالنا الفهم العميق للذكاء الاصطناعي من الناحية الفنية.. وترسيخ وعيهم أيضاً بأخلاقيات هذه التكنولوجيا الجديدة.. وتعزيز فهمهم لبياناته.. وخوارزمياته.. وتطبيقاته.. ومخاطره.. وكيفية ارتباطه بالمجتمع والحياة.. مسؤوليتنا هي تجهيز أطفالنا لزمن غير زماننا.. وظروف غير ظروفنا.. ومهارات وقدرات جديدة تضمن استمرار زخم التنمية والنهضة في بلادنا لعقود طويلة قادمة بإذن الله».
وأكد سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، رئيس مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع، أن إدراج مادة الذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم العام، خطوة استراتيجية تعكس رؤية دولة الإمارات لمستقبل التعليم، واستعدادها المتواصل لصناعة أجيال تمتلك أدوات الغد منذ اليوم، فالعالم من حولنا يتغير بسرعة غير مسبوقة، والتكنولوجيا أصبحت لغة العصر ومحرك التنمية.
وأضاف «من هذا المنطلق، تحرص دولة الإمارات على تمكين الطلبة من امتلاك فهم عميق لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ليس من الناحية التقنية فقط، بل من حيث الوعي الأخلاقي والثقافي، والتعامل المسؤول مع هذه التقنية أيضاً».
وأكد سموّه، أن مسؤوليتنا الجماعية الآن أن نمنح أبناءنا وبناتنا المهارات التي تؤهلهم للريادة في عالم المستقبل.
وأكدت سموّ الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، نائبة رئيس مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع، أن دولة الإمارات تتبنّى توجهات رائدة نحو تعليم عصري يلبي طموحات الوطن، وفق استراتيجية تستهدف بناء أجيال متمكنة وقادرة على مواصلة الإنجازات.
وقالت سموّها: إن إدراج «الذكاء الاصطناعي» في المناهج المدرسية في جميع المراحل ليس مجرد قرار تعليمي، بل استثمار في عقول الطلاب وبوابة نحو تأسيس مشاركتهم في بناء المستقبل. ونؤمن بأن المعرفة الحقيقية تبدأ من فهم العالم الذي نعيش فيه، وفهم أدواته، ولكون الذكاء الاصطناعي اللغة الجديدة للمستقبل، فعلينا أن نستجيب استباقياً ونعلّم أبناءنا وبناتنا أسسه ليكونوا على دراية بإيجابياته وإمكاناته، ومدركين لمخاطره وتحدياته، لنمهد لهم البيئة المناسبة لصناعة المستقبل، ولنضمن استخداماً مسؤولاً وأخلاقياً، بما يسهم في تنمية الوطن والمجتمع».
وقالت سموّها «معاً، نبني جيلاً يمتلك المهارات الرقمية ومهارات التفكير النقدي والإبداعي، يمتلك أدوات الغد، ويقود بخياله ووعيه وبقدراته البشرية المميزة مسيرة الوطن نحو مزيد من التقدم والازدهار». وزارة التربية والتعليم كشفت أن هدف الاستحداث تزويد الطلبة بالمعارف والمهارات اللازمة لفهم مبادئ الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الحياة اليومية، بما يتماشى مع رؤية الدولة في تمكين الطلبة من التفاعل مع متغيرات العصر وصناعة الحلول المبتكرة.
وتُعدّ دولة الإمارات من أوائل دول العالم التي تدرِج الذكاء الاصطناعي مادةً دراسيةً ضمن مناهج التعليم المدرسي، في خطوة ترسّخ ريادتها المتميزة في توظيف التكنولوجيا المتقدمة لبناء الإنسان، وتعزيز المهارات المتقدمة منذ المراحل المبكرة، بما يواكب توجهات الدولة الاستراتيجية نحو اقتصاد المعرفة، ويعكس رؤيتها في تمكين أجيال الغد من قيادة المستقبل.
وهذا المشروع من أبرز المبادرات التعليمية الوطنية الرائدة التي أطلقتها الوزارة في إطار الاستجابة لتوجهات دولة الإمارات نحو تعزيز مكانتها العالمية في الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، إذ تعمل على تعزيز استخدامه في التعليم عبر شراكات استراتيجية مع «بريسايت» التابعة لمجموعة «جي 42» و«AI71» و«جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي»، وكلية الإمارات للتطوير التربوي، بهدف تسريع تبنّي التقنيات المتقدمة داخل البيئة التعليمية.
ويجسّد المشروع رؤية الإمارات الاستباقية في الاستثمار بالطاقات البشرية والمعرفية، ويعكس التزام الدولة ببناء منظومة تعليمية حديثة ومرنة، قادرة على تأهيل أجيال متمكنة من أدوات المستقبل ومهاراته، تسهم بفاعلية في دفع عجلة التنمية المستدامة وطنياً.

ترجمة عملية

وقالت سارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم، «إدراج منهج الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية ترجمة عملية للرؤية المستقبلية لحكومة دولة الإمارات، وتعزيز مكانتها دولةً رائدةً عالمياً في التعليم القائم على الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، إلى جانب دعم الجهود التي تبذلها الحكومة الإماراتية لبناء مجتمع معرفي واقتصاد رقمي تنافسي، تقوده كفاءات وطنية مؤهلة قادرة على التعامل مع التحديات المستقبلية، وصناعة الفرص الجديدة بالمشاركة الفاعلة في قيادة التحولات الرقمية المتسارعة في العالم»
ويشمل المنهج سبعة مجالات رئيسية معترف بها في الذكاء الاصطناعي، تضم المفاهيم الأساسية، والبيانات والخوارزميات، واستخدام البرمجيات، والوعي الأخلاقي، والتطبيقات الواقعية، والابتكار وتصميم المشاريع، وكذلك السياسات والارتباط المجتمعي.
كما يراعي مختلف الفئات العمرية، وطبيعة المهارات والمعارف التي تتطلبها كل مرحلة دراسية، بحسب التصميم الذي اعتمدته الوزارة، والمخرجات التعليمية التي حددتها لهذه المادة المستحدثة، بحيث يصبح خرّيجو التعليم العام ملمّين بالمعارف والمفاهيم الأساسية للذكاء الاصطناعي، فضلاً عن تمكنهم من المهارات الأساسية في استخدامه، والقدرة على توظيفه بفاعلية في مختلف السياقات ومجالات الحياة المختلفة.
ويتضمن المنهج وحدات تعليمية مصمّمة خصيصاً لكل مرحلة عمرية، حيث يبدأ في رياض الأطفال، عبر مجموعة من الأنشطة البصرية والتفاعلية، لتعريفهم بالمفاهيم عبر القصص واللعب. ويتعلم طلبة الحلقة الأولى، كيفية عمل الآلات مقارنة بالإنسان، ويبدؤون ببناء مهارات التفكير الرقمي، واستكشاف تطبيقاته في بيئتهم، ويتحوّلون في الحلقة الثانية، إلى مصممين ومقيّمين، حيث يدرّبون أنظمة الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وتقييمها، وتصميم نماذجهم الخاصة، والتعرف إلى مفاهيم مثل التحيز والخوارزميات، وكذلك كيفية الاستخدام الآمن والأخلاقي. في حين يركز المنهج في الحلقة الثالثة على تعلم الطلبة هندسة الأوامر، وعمل محاكاة لسيناريوهات من الحياة الواقعية لإعدادهم لمرحلة التعليم العالي وسوق العمل.
وأوضحت الوزارة أن المنهج الجديد سيتكامل بسلاسة مع الجداول الدراسية المعتمدة حالياً، من دون الحاجة إلى إضافة ساعات تعليمية، إذ ستخصّص حصص هذا المنهج ضمن إطار مادة الحوسبة والتصميم الإبداعي والابتكار، التي سيدرّس معلموها المنهج. كما ستوفر الوزارة أدلة تعليمية تتضمن مجموعة من الأنشطة، والنماذج، وخطط الدروس الجاهزة، التي يمكن تكييفها وفق البيئات الصفية المختلفة.
قالت الدكتورة مي ليث الطائي، مديرة كلية الإمارات للتطوير التربوي، إن استحداث وإدراج مادة الذكاء الاصطناعي في المنهج الدراسي ضمن المنظومة التعليمية للمدارس الحكومة، لحظة مفصلية طموحة تعكس رؤية قيادتنا الرشيدة لمستقبل التعليم، وتجسد إيمانها بأهمية إعداد الأجيال لعالم جديد من بداية مراحل التعليم الحكومي وحتى الصف الثاني عشر.
وأضافت أن الذكاء الاصطناعي سيكون جزءاً أساسياً في كافة مجالات حياتنا اليومية، ما يتطلب فهماً عميقاً لهذه التكنولوجيا الناشئة، وأخلاقياتها، ومخاطرها وتطبيقاتها، ويعزز جاهزية أبنائنا وبناتنا لوقت يتطلب قدرات جديدة ومعارف متقدمة تتماشى مع التطورات لهذه التكنولوجيا الناشئة. (وام)

1
1
1

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"