الذكاء الاصطناعي، وما يتبعه من تطورات تقنية تشمل كافة مناحي الحياة، لم يعد ترفاً أو خياراً يمكن لنا قبوله أو رفضه، بل واقع ملموس ومعيش، علينا مواكبته، والاستعداد له بالتخطيط والتنفيذ.
ومثلما كانت الإمارات متيقظة، وسباقة في استحداث وزارة للذكاء الاصطناعي، ها هي اليوم تسبق أيضاً بإقرارها، وعلى لسان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن حكومة الإمارات اعتمدت المنهج النهائي لاستحداث مادة الذكاء الاصطناعي في كافة مراحل التعليم الحكومي، مؤكداً سموه أن الذكاء الاصطناعي سيغير طبيعة الحياة التي يعيشها العالم.
حكومة الإمارات وحين ولجت هذا المجال، أطلقت استراتيجية بعيدة المدى لهذا الأمر في عام 2017، تهدف إلى تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، وتعجيل تنفيذ البرامج والمشروعات التنموية لبلوغ المستقبل، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2031، عبر استثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية، لخلق سوق جديدة واعدة في المنطقة ذات قيمة اقتصادية عالية.
ومن النوادر الإماراتية أيضاً، استحدثت حكومة دولة الإمارات منصب «الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي» في الوزارات والجهات الاتحادية بالدولة، ليتولى مهام التخطيط الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي في الجهة الاتحادية، وتعزيز أفضل الممارسات، والعمل على تبنّي هذا الذكاء ضمن وحدات ومشاريع الجهة الاتحادية.
الشيخ محمد بن راشد، وحين أعلن أمس عن الخطوة الحكومية التعليمية الجديدة، قال: «هدفنا تعليم أطفالنا وأجيالنا الفهم العميق للذكاء الاصطناعي من الناحية الفنية.. وترسيخ وعيهم أيضاً بأخلاقيات هذه التكنولوجيا الجديدة».
الخطوة المدرسية الجديدة سيكون من شأنها، أن تعد الأجيال للتعليم الجامعي لمن أراد أن يتخصص في هذا المجال، خاصة أن العديد من الجامعات بدأت تطرح برامج دراسية مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ما سيجعل الخطوة الاستباقية بتعليمه هذه المواد في المدارس كما لو كانت خطوة لإعادة تصميم نظام تعليمي يواكب المستقبل.
التعليم المدرسي في هذه القطاعات، سيكون بالتأكيد أكثر أهمية من التعليم الجامعي، لأن إعداد الأجيال منذ الصغر سيجعلهم بالتأكيد قادرين على الاستيعاب أكثر وبالتالي التطور بشكل أشمل، والقدرة على الإضافة على هذا المجال.
هذا الكلام مردّه بالتأكيد الفهم العميق لما يحيط بنا من تغيرات تقنية علينا مواكبتها بالتشريعات والبنية التحتية والاستعداد الجيد، لأن هذه التقنيات يمكن إذا ما استخدمت بذكاء أن تكون خادمة للبشر، وإذا ما أُسيء استخدامها ستكون وبالاً عليهم بلا شك.
[email protected]
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا







