شهدت محافظة السويداء، جنوبي سوريا، عودة تدريجية للهدوء، بعد أيام من التوترات الأمنية، وذلك عقب دخول اتفاق أمني بين السلطات الرسمية ووجهاء الدروز حيز التنفيذ، أمس الأحد، ونص الاتفاق على تفعيل الأمن الداخلي والضابطة العدلية من أبناء السويداء، فيما تنتشر تعزيزات عسكرية في المحيط، بينما شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوماً لاذعاً على إسرائيل، واتهمها بأنها تتغذى على الدم والفوضى وتهدد السلام في سوريا.
وبالتزامن مع عودة الهدوء، أعلنت وزارة الداخلية السورية إطلاق سراح 22 شخصاً تم توقيفهم خلال الأحداث الأخيرة التي وقعت في منطقتي صحنايا وأشرفية صحنايا بمحافظة ريف دمشق خلال الأيام الماضية. وأكدت وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، أن المفرج عنهم لم تتلطخ أيديهم بالدماء، ولهذا صدر قرار بإطلاق سراحهم، مشددة على أنه لا مسامحة مع أي تجاوزات. وأفادت بأن عناصر الأمن العام سيؤدون دورهم الكامل في حماية الأهالي بأشرفية صحنايا.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها تدريجياً في المناطق ذات الأغلبية الدرزية في ريف دمشق، بعد اشتباكات دامية أسفرت عن عشرات القتلى والإصابات بين الدروز والأمن العام. وقالت إن الأوضاع أخذت في الاستقرار مع انتشار قوات الأمن العام لضبط الأمن والحفاظ على سلامة الأهالي بعد اتفاق بين وجهاء من الطائفة الدرزية وحكومة دمشق، ما دفع القوات الأمنية إلى الانتشار في محيط تلك المناطق، وتعزيز وجودها للحفاظ على الأمن.
وأعلن محافظ السويداء مصطفى البكور، الشروع في تطبيق الاتفاق الذي عقد بين السلطات الرسمية ووجهاء الدروز. وقال البكور، أمس الأحد، إن عناصر من أفراد الشرطة والأمن الداخلي السابقين من أبناء المحافظة، الذين لم تتلطخ أيديهم في أي انتهاكات، سيتولون حفظ الأمن في المنطقة. وأفاد بأن المشايخ الدرزية ستتولى مسألة ضبط السلاح المنفلت.
وكان البكور كشف عن بعض التعديلات الطفيفة التي أدخلت على بنود الاتفاق نزولاً عند طلبات بعض الأطراف، موضحاً أنها أتت تسهيلاً وتسريعاً لعملية إعادة الأمن والاستقرار إلى السويداء.
ونص الاتفاق الذي أبرم بين الجانبين بعد اشتباكات في مناطق متفرقة من السويداء على 5 بنود، من ضمنها تفعيل قوى الأمن الداخلي (الشرطة) من أفراد سلك الأمن الداخلي سابقاً، وتفعيل الضابطة العدلية من كوادر أبناء محافظة السويداء حصراً، ورفع الحصار عن مناطق السويداء، وجرمانا، وصحنايا، وأشرفية صحنايا، فضلاً عن وقف إطلاق النار فوراً.
وشهدت مناطق مختلفة في ضواحي دمشق والسويداء منذ ليل الاثنين الماضي توترات على خلفية طائفية، بدأت مع انتشار فيديو مجهول المصدر نسب إلى إحدى القيادات الدرزية يوجه إساءات طائفية، ما أشعل مواجهات بين «مجموعات مسلحة»، أكدت السلطات السورية أنها لا تنتمي إلى قواتها الرسمية، وبين مسلحين من أبناء مناطق جرمانا وصحنايا وغيرهما.
في الأثناء، شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هجوماً لاذعاً على إسرائيل خلال رحلة عودته من قبرص التركية، أمس الأحد، واصفاً سياساتها ب«التهديد للسلام».
وقال أردوغان، في تصريحات صحفية، إن «خطوات إسرائيل في سوريا هي خطوات تهدد السلام، وإن آخر ما تريده إسرائيل هو مناخ السلام والهدوء، فهي تتغذى على الدم والفوضى».
وأضاف أن «العالم أكبر من إسرائيل، ويجب عليه أن يرتقي إلى عظمته، ويطفئ كرة النار هذه التي تحاول إشعال النار في العالم، ويجب أن تنتهي دوامة الصمت الآن». (وكالات)
عادي
هدوء في السويداء السورية بعــد تطبــيــق «اتفـــاق أمنـــي»
5 مايو 2025
02:14 صباحا
قراءة
3
دقائق
المزيد من الملف
عناوين متفرقة
قد يعجبك ايضا







