بانتظار حل العقدة الأوكرانية - الأوروبية

00:35 صباحا
قراءة 3 دقائق
كلمة الخليج

في اللقاء الرابع الأخير الذي عقد بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والموفد الأمريكي ستيف ويتكوف واستغرق ثلاث ساعات، ووصفته موسكو ب«البنّاء والمفيد»، كشف الكرملين أن البحث تناول احتمال استئناف «مفاوضات مباشرة» مع كييف من دون شروط مسبقة، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده مستعدة لإبرام اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وقال إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتقد بحق أننا نسير في الاتجاه الصحيح، «ونحن مستعدون للتوصل إلى اتفاق لكن هناك نقاطاً وعناصر تحتاج إلى إتمامها» من دون أن يكشف عنها، لكن من الواضح أن موسكو تريد اتفاقاً واضحاً يتضمن كل التفاصيل التي تؤدي إلى اتفاق سلام يضع نهاية لحالة الحرب بين البلدين.
وكانت وسائل الإعلام الغربية نشرت مسودة تسوية اقترحتها واشنطن، وعرضها ويتكوف على الدول الأوروبية تدعو إلى الاعتراف القانوني لروسيا بشبه جزيرة القرم والمناطق الروسية الأربع (جمهوريتا لوغانسك ودونيتسك ومقاطعتا زابوروجيا وخيرسون)، ووقف إطلاق دائم وبدء المفاوضات الفورية بين موسكو وكييف، وامتناع كييف عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، واستعادة أوكرانيا السيطرة على محطة زابوروجيا للطاقة النووية، لكن مع إبقائها تحت سيطرة الإدارة الأمريكية، مع حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية موثوقة من الدول الأوروبية، وإعادة الأراضي التي تحتلها القوات الروسية في مقاطعة خاركوف إلى كييف، وتمكين أوكرانيا من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكن يبدو أن أوروبا وأوكرانيا اعترضت على هذه المسودة، وخصوصاً ما يتعلق بتبعية شبه جزيرة القرم إلى روسيا، إضافة إلى الضمانات الأمنية، الأمر الذي وضع المفاوضات الروسية -الأمريكية في حالة انتظار، لأن الدول الأوروبية تسعى إلى إقناع واشنطن بعدم القيام بذلك من جانب واحد، وهي تتمسك بموقفها المتمثل في رفض أي شيء يمس سيادة أوكرانيا، أو ما يرفضه الرئيس الأوكراني زيلينسكي.
وكان الرئيس الأمريكي ترامب هاجم زيلينسكي بشدة، قائلاً إن تصريحاته بشأن شبه جزيرة القرم «تضر بمحادثات السلام مع روسيا، وهو مجبر على تحقيق السلام أو خسارة البلاد بأكملها خلال ثلاث سنوات».
لكن يبدو أن الرفض الأوروبي والأوكراني يتناقض مع الواقع الميداني، إذ ليس أمام أوكرانيا أي فرصة لاستعادة الأراضي التي فقدتها، وخصوصاً شبه جزيرة القرم، وما عليها إلا الاعتراف بخط الحدود الجديد، وإلا فإنها ستفقد مع الوقت المزيد من الأرض، لأن المساعدات الأوروبية والأمريكية التي فشلت طوال العامين الماضيين في تغيير وجهة الحرب لن تستطيع تحقيق «معجزة» لصالح أوكرانيا مستقبلاً، ويبدو أنه من الجنون رفض الخطة الأمريكية، التي تحتاج إلى بعض التعديل والتفاصيل، وهذا يمكن أن يتحقق عبر المفاوضات المباشرة مع روسيا، طالما أنها أعلنت استعدادها لذلك.
يقول الرئيس الروسي بوتين إن لدى بلاده القوة والوسائل اللازمة لوضع «نهاية منطقية» للصراع في أوكرانيا، وأعلن وقف إطلاق نار مؤقتاً خلال العطلة الرسمية من 8 إلى 11 مايو/أيار، تزامناً مع احتفالات موسكو بيوم النصر على النازية في الحرب العالمية الثانية، داعياً الجانب الأوكراني إلى أن يحذو حذوها، مكرراً استعداد موسكو لإجراء مفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة.
لكن من الواضح أن موسكو تنتظر ما ستؤول إليه الاتصالات الأمريكية مع أوكرانيا وأوروبا لحلحلة العقد التي تحول دون بدء المفاوضات.

عن الكاتب

كلمة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"