بيروت: «الخليج»
تواصلت الخروقات الاسرائيلية لاتفاق وقف النار الموقع في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وشنّ الطيران الحربي سلسلة غارات استهدفت محيط مدينة النبطية ما أدى الى سقوط قتيل و8 جرحى، في وقت تابع الرئيس اللبناني جوزيف عون ما جرى جنوباً، فيما أكد رئيس الحكومة نواف سلام أن هذه الانتهاكات الاسرائيلية يجب أن يتم وضع حد لها في أسرع وقت خلال تفقده الحدود الشرقية مع سوريا.
ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي عملية جوية واسعة على منطقة النبطية، وشن سلسلة غارات عنيفة وعلى دفعتين مستهدفاً الاودية والمرتفعات والاحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت، النبطية الفوقا، وكفررمان. وتركزت معظم الغارات على أحراج تلة علي الطاهر والموقع الاثري السابق. وأحدث دوي الصواريخ الملقاة انفجارات هائلة ترددت أصداؤها في معظم مناطق النبطية والجنوب، وأثارت أجواء من الرعب والهلع لدى السكان الذين هرع معظمهم الى المدارس لاجلاء أولادهم الطلاب، وتسببت حالة الهلع بازدحام سير في الطرقات، فيما توجهت عشرات سيارات الاسعاف نحو محيط المناطق المستهدفة، كما أقفلت معظم الدوائر الرسمية أبوابها.
وقد أدت هذه الغارات الى سقوط قتيل و8 جرحى حسب احصاء اولي لوزارة الصحة.
وخيمت اجواء من التوتر والقلق لدى السكان في النبطية ومنطقتها، اثر الاعتداء الجوي الاسرائيلي، واقفلت فروع الجامعة اللبنانية والجامعة اللبنانية الدولية والجامعة الامريكية للثقافة والتعليم، والثانويات والمدارس الرسمية والخاصة أبوابها، تحسباً لاي تطورات امنية إضافية.
وتسببت الغارات باقفال الطريق التي تربط النبطية بمنطقة مرجعيون والخيام، بعدما تطايرت الاحجار والردميات الى وسطها وعملت جرافات من بلدية كفرتبنيت على إعادة فتحها ورفع الاتربة والعوائق.
وأطلقت قوات اسرائيلية النار على سيارة مدنية على طريق العديسة - كفركلا، وأفيد عن نجاة ركابها. واستهدفت المدفعية الإسرائيلية مزرعة بسطرة وأطراف شبعا بقذيفتين.
والقت الطائرات الإسرائيلية مناشير في عدد من مناطق الجنوب، وهي على شكل أموال مزيفة، تتضمّن رسائل ضدّ «حزب الله». كما حلقت الطائرات الاستطلاعية مترافقة مع تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي في الاجواء الجنوبية لا سيما في أجواء القطاعين الغربي والأوسط وعلى علو متوسط وتحديداً فوق قرى بنت حبيل. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن طائرات تابعة لسلاح الجو شنّت غارات على موقع في منطقة جبل البوفور (الشقيف) جنوب لبنان، ادعى أنه يُستخدم لإدارة منظومة النيران والدفاع التابعة ل «حزب الله».
وتابع الرئيس عون التطورات الأمنية المستجدة في الجنوب في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت منطقة النبطية، وتلقى تقارير من قائد الجيش العماد رودولف هيكل عن الأماكن التي طاولها القصف ونتائجه.
من جانبه أكّد الرئيس سلام، خلال جولة في بعلبك امس، أن الحكومة تعمل على ضبط الحدود، مشدداً على أن «لا أمن من دون إنماء». واعتبر سلام الغارات على النبطية انتهاكات تمثل خرقاً للقرار 1701 وللتفاهمات القائمة، داعياً إلى «وضع حد لها بأسرع وقت ممكن»، ومشيراً إلى أن الحكومة «لم توفّر أي جهد سياسي ودبلوماسي للإسراع في تحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل ووقف الانتهاكات».
وفي ملف الانتخابات البلدية، أكد سلام أن الحكومة التزمت بإجراء الانتخابات في موعدها، مشيداً بالتجربة الأولى في جبل لبنان التي وصفها ب«الممتازة والشفافة»، وقال إن «الانتخابات في بعلبك ستُجرى بعد 9 سنوات من الغياب، وستجدد الدم في المجالس البلدية التي تُعد ركيزة أساسية للتنمية المحلية».
وكان سلام قد قام امس بجولة في محافظة البقاع الشمالي، يرافقه وزير الدفاع ميشال منسى ووزراء آخرون.
وترأس سلام اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي في سراي بعلبك، حيث تم عرض الأوضاع الأمنية في محافظة بعلبك الهرمل، مؤكداً «ضرورة اتخاذ الاجراءات الأمنية اللازمة لضبط الأمن والاستقرار وضمان إنجاز الانتخابات البلدية والاختيارية بنجاح كامل ووفق معايير الشفافية والنزاهة. وعقد ايضاً اجتماعاً مع نواب المحافظة، وأكد أمامهم اهتمام الحكومة بالبقاع وبمحافظة بعلبك الهرمل والعمل على إطلاق خطة للتنمية في هذه المنطقة، وقال إنه بدأ جولته من خلال زيارة للمواقع الحدودية الأمامية، حيث يجب تشديد الاجراءات لضبط الحدود وتكريس الاستقرار.
كما جال سلام في معبر المصنع الحدودي مع سوريا، وأكد أن المعابر الرسمية هي مرآة السيادة اللبنانية، وأن انتظام العمل فيها – أمنيًا ولوجستيًا – يشكل خط الدفاع الأول عن الاستقرار الداخلي، ويُعد ضرورة حتمية لحماية الاقتصاد الوطني من الممارسات غير الشرعية، التي لطالما استنزفت موارد الدولة وأضعفت ثقة المواطن بها.
عادي
سلسلة غارات تستهدف محيط النبطية وكفرتبنيت
الحكومة اللبنانية تطالب بوقف الانتهاكات الإسرائيلية في أسرع وقت
9 مايو 2025
01:23 صباحا
قراءة
3
دقائق
المزيد من الملف
عناوين متفرقة
قد يعجبك ايضا






