صعّدت إسرائيل، أمس الجمعة، قصفها الجوي والمدفعي على أنحاء مختلفة في قطاع غزة، موقعة عشرات الضحايا في صفوف المدنيين، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي، مقتل جنديين وإصابة آخرين، خلال اشتباكات، اندلعت جنوبيّ القطاع، وسط معارك ضارية مع المقاتلين الفلسطينيين، بينما كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن إسرائيل ألقت 100 ألف طن متفجرات وأبادت ألفين و200 عائلة منذ بدء الحرب، في وقت ضرب الجوع كل أنحاء القطاع مع استمرار الحصار ومنع إدخال أي شكل من أشكال المساعدات إلى القطاع، وفي وقت تحدثت التقارير عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يعلن خلال أيام خطة لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، أعلن السفير الأمريكي في إسرائيل أن تل أبيب لن تشارك في توزيعها وستكتفي بالمراقبة الأمنية، في حين أكدت «الأونروا» استحالة الاستعاضة عنها لتوزيع المساعدات في غزة.
وتحدثت مصادر محلية عن مقتل 19 فلسطينياً جراء قصف إسرائيلي استهدف قطاع غزة منذ فجر أمس الجمعة. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية-غزة أنه «وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 27 قتيلاً و85 مصاباً خلال الساعات الماضية، فيما لايزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم». وأعلنت ارتفاع «حصيلة الضحايا منذ 18 مارس الماضي إلى 2678 قتيلا، 7308 مصابا، لتصل الحصيلة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 52787 قتيلاً و119349 مصاباً».
ومن جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن إسرائيل «ارتكبت أكثر من 12 ألف مجزرة، من بينها 11 ألفاً و926 ضد العائلات الفلسطينية، حيث أباد بالكامل 2200 عائلة، ما أدى إلى مسح 6350 شخصاً من السجل المدني». وأكد أن «إسرائيل ألقت أكثر من 100 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة في 7 أكتوبر 2023، ما أدى إلى مقتل وفقدان أكثر من 62 ألف فلسطيني، بينهم أكثر من 10 آلاف ما زالوا تحت الأنقاض، ومنهم مصيره مجهول».
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل اثنين من عناصره، وإصابة آخرين، في حدثين، وقع كلاهما جنوبيّ قطاع غزة، مؤكداً في بيان، أن جندياً في كتيبة الهندسة 605، وآخر في لواء «غولاني»، قد قُتلا في معركتين اندلعتا جنوبيّ قطاع غزة. وإضافة إليهم، فقد أُصيب 4 آخرون، بجراح خطيرة، وبينهم ضابطان بوحدات قتالية. وذكرت حركة «حماس» أن مقاتليها خاضوا الخميس «اشتباكات ضارية» مع جنود إسرائيليين في جنوب قطاع غزة قرب رفح.
من جهة أخرى، قالت مصادر لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب قد يعلن خلال أيام خطة لتوزيع المساعدات في قطاع غزة. وذكرت الصحيفة أنه حتى الآن، لم يتم التوصل إلى آلية نهائية لتنفيذ الخطة، إلا أن الفكرة الأساسية تقوم على إنشاء عدد محدود من مناطق التوزيع، بحيث تخدم كل واحدة منها مئات الألوف من الفلسطينيين، وفق ما أكده مسؤولان إسرائيليان ودبلوماسي تابع للأمم المتحدة.
وفي هذا الإطار، قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي إن الرئيس ترامب يريد توزيع الغذاء في غزة بأمان وكفاءة، وأن إسرائيل لن تكون طرفاً في توزيع المساعدات. وقال هاكابي خلال مؤتمر صحفي عقده في السفارة الأمريكية في القدس إن ما تم تداوله في وسائل الإعلام عن المبادرة الإنسانية التي تقودها الولايات المتحدة في غزة باعتبارها إسرائيلية هو «غير دقيق على الإطلاق»، واصفاً هذه التقارير بأنها «خاطئة ومضللة». وأكد أن العملية الإنسانية «مستمرة»، وأن مشاركة إسرائيل تقتصر على الجوانب الأمنية، من خلال تأمين مناطق توزيع المساعدات فقط، مشيراً إلى أن «إسرائيل لا تجلب الطعام ولا تقوم بتوزيعه، لكنها تدعم الخطة بقوة، إذ إنها تهتم كثيراً بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، وفي الوقت نفسه تحرص على ألا تستولي حركة حماس عليها».
وفي هذا السياق، أكدت المتحدثة باسم وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة أنه سيكون «من الصعب جدّاً» توزيع المساعدة الإنسانية في غزة من دون الوكالة الأممية. وخلال إحاطة إعلامية من عمان، صرّحت جولييت توما «من المستحيل الاستعاضة عن الأونروا في مكان مثل غزة. فنحن أكبر منظمة إنسانية». وقالت توما إن لدينا في غزة «أكثر من 10 آلاف شخص يعملون على تسليم الإمدادات القليلة المتبقية». كما تدير الوكالة ملاجئ للنازحين. وأكّدت «من الصعب جدّاً جدّاً تصوّر أيّ عملية إنسانية من دون الأونروا».
ومن جانبه، أكد المتحدث باسم اليونيسيف بفلسطين أن الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي مع عدم دخول المساعدات لأكثر من شهرين. وأضاف أن الحصول على مياه الشرب أصبح حلماً في قطاع غزة. وقال إن 90% من سكان قطاع غزة يعانون الحصول على مياه صالحة للشرب.
كما انتقدت اليونيسف خططاً جديدة تطرحها إسرائيل والولايات المتحدة لتولي مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، وقالت إنها ستفاقم معاناة الأطفال والأسر.
إلى ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية إن مخزوننا الطبي في غزة يوشك على النفاد وأجهزة المستشفيات تنهار بسبب الاستخدام المفرط. وأضافت «لدينا إمدادات جاهزة للتوزيع ونحن بحاجة ماسة إلى دخولها لغزة فوراً». (وكالات)
عادي
إسرائيل تصعّد في غزة.. وإلقاء 100 ألف طن متفجرات منذ بدء الحرب
10 مايو 2025
01:39 صباحا
قراءة
4
دقائق
المزيد من الملف
عناوين متفرقة
قد يعجبك ايضا







