عادي

كييف تنتظر ردّ بوتين على عرض زيلينسكي لقاءه «شخصياً» في إسطنبول

19:57 مساء
قراءة 4 دقائق

كييف - (أ ف ب)
تجاهلت روسيا الإنذار الموجّه من حلفاء كييف بشأن وقف لإطلاق النار، مطلقة أكثر من مئة مسيّرة ليل الأحد الاثنين على أوكرانيا التي تنتظر جواباً من الكرملين بشأن اقتراح الرئيس الأوكراني لقاء نظيره الروسي «شخصياً» الخميس في إسطنبول.
وفي نهاية الأسبوع، طالبت كييف والدول الأوروبية الحليفة لها بوقف لإطلاق النار «شامل وغير مشروط» لثلاثين يوماً اعتباراً من الاثنين، كشرط مسبق لعقد محادثات سلام مباشرة بين الروس والأوكرانيين في تركيا، كما اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولم تردّ روسيا بعد لا على العرض الذي قدّمه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد بالاجتماع «شخصياً» ببوتين ولا على الإنذار الصادر بشأن وقف الأعمال القتالية لمدّة شهر، فيما حضّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الطرفين على الاجتماع في أسرع مهلة.
وقد اتّهم وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا الروس بتجاهل مقترح كييف وحلفائها الأوروبيين «تماماً» ومواصلة «قصف المواقع الأوكرانية على امتداد خطّ الجبهة».
ومن المرتقب أن يجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالاً في هذا الخصوص مع زيلينكسي و«الزملاء الأوروبيين» بعد ظهر الاثنين.
وحضّت تركيا الطرفين على الاجتماع «في أسرع وقت ممكن».
وأعلن سلاح الجوّ الأوكراني أن روسيا «شنّت هجوماً بواسطة 108 مسيّرات من نوع شاهد وأنواع أخرى» ليل الأحد الاثنين، تمّ إسقاط 55 منها على الأقلّ.
ولم يُعلن أيّ هجوم صاروخي. ويشكّل إحجام روسيا عن شنّ هذا النوع من الهجمات أمراً نادراً في النزاع المستمرّ منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وصباح الاثنين، أسفرت مسيّرة روسية عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين بعد استهدافها مركبة تابعة لشركة خدمات في منطقة سومي (شمال شرق)، بحسب السلطات.
وفي الجزء الذي تحتله روسيا في منطقة خيرسون (الجنوب)، أودت ضربات بمسيرات أوكرانية بحياة أربعة مدنيين في بلدة تشيلبوردا، وفق ما أفاد الإثنني المسؤول المحلّي المعيّن من موسكو فلاديمير سالتو.
وفي منطقة دونيتسك الشرقية، أعلن الجيش الروسي سيطرته على بلدة كوتلياريفكا.

تطوّرات متسارعة


وعلى الجبهة الدبلوماسية، تسارعت وتيرة التطوّرات بشكل غير متوقّع في الأيام الأخيرة، في وقت بدت فيه المفاوضات غير المباشرة التي أطلقتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متعثّرة.
وفي استعراض نادر لوحدة الصفّ الغربي السبت، وجّهت أوكرانيا والدول الأوروبية الحليفة لها بالتشاور مع الولايات المتحدة إنذاراً لروسيا بوقف إطلاق النار لثلاثين يوماً، تحت طائلة فرض «عقوبات هائلة» على موسكو في حال رفضها الامتثال له.
وتجاهل الرئيس الروسي هذا الإنذار، مقترحاً بدوره مفاوضات «مباشرة» و«بلا شروط مسبقة» بين كييف وموسكو اعتباراً من الخميس في مدينة إسطنبول التركية.
وستكون هذه المحادثات في حال حصولها أولى المفاوضات المباشرة بين البلدين منذ الأشهر الأولى للنزاع في 2022 عندما عقد الطرفان سلسلة من الاجتماعات الثنائية بجزء منها في إسطنبول لم تفض إلى نتائج تذكر.
وردّ الرئيس الأوكراني بدعوة نظيره الروسي إلى لقائه «شخصياً» الخميس في إسطنبول. ولم يصدر بعد ردّ من الكرملين على هذه الدعوة.
واشترطت كييف والدول الحليفة لها وقفاً لإطلاق النار لعقد هذه المفاوضات المباشرة.
وقالت كبيرة المسؤولين عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الاثنين لدى وصولها إلى اجتماع في لندن لوزراء خارجية عدّة بلدان أوروبية مخصّص للحرب في أوكرانيا: «لا بدّ من وقف لإطلاق النار للخوض في مباحثات سلام».
ولم يصدر بعد أيّ ردّ من روسيا في هذا الخصوص ولم يتّضح بعد في هذه المرحلة إن كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي يشترط وقفاً لإطلاق النار قبل توجّهه إلى تركيا.

الأسباب الجذرية للنزاع


ويبدو أن بوتين الذي ما زال يطالب باستسلام أوكرانيا وتخلّيها عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاعتراف بضمّ روسيا لمناطق أوكرانية يقف موقفاً مختلفاً مدعوماً من التقدّم الذي يحرزه جيشه في الميدان.
وهو «لم يستبعد» في مؤتمره الصحفي مناقشة فكرة وقف لإطلاق النار خلال المحادثات التي ينبغي أن تركّز في نظره على «الأسباب الجذرية للنزاع».
ويطالب بوتين، إضافة إلى نيّته «نزع السلاح» في أوكرانيا، بإعادة هيكلة البنية الأمنية في أوروبا، باعتبار أن اقتراب الناتو من الحدود الروسية يشكّل تهديداً وجودياً لبلده.
وقالت كايا كالاس الاثنين: «لا بدّ من ممارسة ضغوطات على روسيا».
واعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جانبه الأحد أن من شأن اللقاء في تركيا الخميس أن «يسمح على الأقلّ بمعرفة إن كان من الممكن التوصّل إلى اتفاق. وإن لم يكن الأمر كذلك، ستعرف أوروبا والولايات المتحدة واقع الحال وستتحرّكان على هذا الأساس».
ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو بوتين الاثنين إلى لقاء زيلينسكي، قائلاً خلال إحاطة إعلامية من غرب فرنسا: إن «الرئيس الأوكراني اقتنص الفرصة مباشرة وعرض الذهاب شخصياً إلى إسطنبول. وهذا ما ندعو إليه فلاديمير بوتين».
وحذّر شتيفان كورنيليوس المتحدث باسم المستشار الألماني فريدريش ميرتس الاثنين خلال إحاطة إعلامية روسيا من أن «الوقت ينفد» لإقرار وقف إطلاق النار.
أما الصين، الحليفة الوثيقة لروسيا، فقد أشادت من جهتها بالتطوّرات الأخيرة، معربة عن الأمل في التوصّل إلى اتفاق سلام «مستدام وملزم» يكون «مقبولاً لكلّ الأطراف المعنية».

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"