متى تتوقف الحرب؟

00:17 صباحا
قراءة دقيقتين

بعد 4 أيام فقط لا غير من الحرب بين الهند وباكستان، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الدولتين اتفقتا على وقف إطلاق نار «شامل وفوري»، ومن الواضح من إعلان الرئيس الأمريكي هذا الخبر ومن على منصته «تروث سوشيال» أن أمريكا كحكومة ضالعة ولها اليد الطولى الفاعلة في هذا الاتفاق، وقد أكد ذلك تصريح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الذي أشار إلى أن هذا الاتفاق جاء بعد مفاوضات مكثفة أجراها هو و«جيه دي فانس» نائب الرئيس الأمريكي مع رئيسي وزراء البلدين، الهندي ناريندرا مودي وشهباز شريف الباكستاني، وبالطبع ذهبت الكثير من التحليلات إلى ما مارسته الولايات المتحدة الأمريكية من ضغوط سياسية وعسكرية ومالية على الطرفين، والتعامل بمبدأ وسياسة العصا والجزرة وبالذات باكستان للتوصل إلى هذا الاتفاق.
المهم في هذا كله أن الحرب قد توقفت بعد أن خلفت فقط 60 قتيلاً من الجانبين، وإن ظلت هناك بعض المناوشات المتقطعة بين الطرفين كما هي الحال في كل حرب، يستغلها كل طرف باتهام الآخر بخرق الاتفاق أو الهدنة.
المثير في هذا أن الحكومة الأمريكية ألقت بكل ثقلها السياسي والاقتصادي والمالي وحتى العسكري لوقف هذه الحرب في مهدها وإن اضطرت إلى التهديد والوعيد لهذا الجانب أو ذاك للحصول على مبتغاها بوقف الحرب، وكلنا يعلم مدى ثقل الدولتين في المنطقة الآسيوية والعالم عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، ويكفي أن معظم خبراء التكنولوجيا في أمريكا بالتحديد من الدولتين.
السؤال الذي يطرح نفسه، ومع الثقل الذي تملكه الولايات المتحدة الأمريكية في حراك السياسة العالمية، والقوة الدبلوماسية التي تملكها للضغط على أي جهة كانت، لِــمَ لم تمارس حتى الآن مثل هذا الضغط أو القوة الدبلوماسية الفاعلة مع الكيان الإسرائيلي وما يفعله تجاه قطاع غزة قتلاً للرجال والنساء والأطفال وكبار السن دون تمييز؟ حتى تجاوز عدد القتلى والمفقودين الـ 50 ألفاً، مع هدم شامل وممنهج ومدمر للبيوت والمدارس والمستشفيات والمرافق العامة وقتل لرجال الإعلام والصحافة، ومنع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى النازحين من ويلاتهم، ولم نسمع سوى بعض التصريحات الخجلى من بعض الدول الأوروبية بأن ما تفعله إسرائيل هو انتهاك للقوانين الدولية والعالمية، فهل لا تعرف أمريكا ذلك أم أن المصلحة كان لها دور هناك في ما شجر بين الهند وباكستان أوجب توقف الحرب، أمّا غزة فدمٌ عربي مراق يستحق الفرجة عليه.
يا ترى متى سيكون لنا ثقلنا الذي تحسب له الدول ألف حساب، ومتى يا ترى يتوقف الاستخفاف بالقوانين الدولية؟
ومتى يتوقف كل ما يحدث من انتهاك إسرائيلي للإنسانية في غزة؟

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"